تصوير - ابراهيم بركات .. أشادت دولة مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية أنجيلا دورثي ميركل بحفاوة الاستقبال التي لقيتها خلال زيارتها للمملكة وغير المستغربة من هذه البلاد وشعبها الذي تميزه روح الكرم والأصالة والمتأصلة عبر التاريخ. وأكدت دولة المستشارة أنجيلا ميركل في كلمتها التي ألقتها خلال لقائها برجال وسيدات الأعمال بمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة أمس على متانة اقتصاد بلادها وتواجده على الخارطة الاقتصادية العالمية والذي عدته بخامس أقوى اقتصاد خلال العقد الأول من القرن الحالي في العالم وفي المرتبة الأولى في قارة أوروبا في الصادرات إلى الأسواق العالمية. وأضافت " مازلنا نكافح تبعات الأزمة المالية العالمية ويقع على عاتقنا ان نحد من أثار مثل هذه الأزمة في المستقبل وما يجب ان نقدمه من حلول خصوصا وأننا جميعاً أعضاء في مجموعة العشرين لنوطد أعمالنا لمواجهة مثل هذه الأزمة في المستقبل ". وقالت المستشارة الألمانية " إنني اعلم أنكم تنظرون الى أوروبا بعين القلق بعد التحديات التي تواجهها العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" وأن ألمانيا تعتبر أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي وستبذل جهودها لاستقرار "اليورو" بما أنها قد استفادت من عملة اليورو ولذلك سنبذل كل جهودنا من اجل استقرار هذه العملة يجب علينا ان نعمل على دعم التجارة البينية وإلا نتجه نحو الدول الضعيفة ". واوضحت ميركل أنها تشجع على التعاون مع المملكة وانها زارت مع وفدها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ورأيت أن هذه الجامعة تمثل نقطة ارتكاز لنمو الاقتصاد السعودي. وأكدت دولة المستشارة ان الشركات الألمانية الكبرى وكذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة يمكنها أن تقدم عروض جذابة مضيفة انها تود ان تحصل الشركات الألمانية على دعم حركة التنويع التي يتجه اليها الاقتصاد السعودي. وقالت دولة المستشارة الألمانية "اننا ننظر إلى إمكانية الاستثمار في المملكة ، ونود أن لا نركز فقط على النفط فقط فهناك مجالات كثيرة يمكن لألمانية أن تستثمر فيها مثل مجال السكك الحديدية ومجال الطاقة المتجددة وغيرها من المجالات ، وتفعل التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج " مؤكدة انها ستقوم شخصيا بتقديم كل مالديها من مجهود لتسريع التبادل التجاري. وبينت دولة المستشارة في ختام كلمتها بان المحادثة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أوضحت أن المملكة لديها رؤية واضحة حول الاتجاه الذي تريد ان تتطور فيه وان تنمو فيه مشيرة إلى أن بلادها تود للمملكة الاستمرار في هذا الاتجاه ، مبدية استعداد بلادها للمساهمة وتبادل الآراء مع المملكة لدعم هذا التوجه. وأضافت ان زيارتها للغرفة التجارية لدعم هذا الاتجاه مبدية إعجابها بما رأته خاصة اهتمام المملكة بالشركات الصغيرة والمتوسطة. ثم القي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة ورئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل كلمة رحب فيها بالمستشارة الألمانية وشكرها على تفضلها بزيارة الغرفة التجارية بجدة. وأكد صالح كامل على حرص رجال الأعمال السعوديين على القيام بمشروعات مشتركة تعود بالنفع على اقتصاد البلدين. بعد ذلك ألقى معالي وزير التجارة والصناعة عبدالله بن أحمد زينل الوزير المرافق كلمة رحب فيها بالمستشارة الألمانية لزيارتها للغرفة وعقدها لهذا اللقاء الذي يلعب دورا هاما في الرقي بالتبادل التجاري بين البلدين إلى مستوى الطموحات. وأشار معاليه إلى أن مثل هذه الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى تعد دليل واضح وجلي لما توليه القيادتان من الاهتمام والحرص على توطيد العلاقات وتعزيز الروابط ودعم كل ما من شأنه الاستجابة للمستجدات والتحديات على الساحة الدولية. وأفاد معاليه أن البلدين باتفاقية التعاون الاقتصادي والفني الموقعة عام 1966م وغيرها من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتوفير أرضية مشتركة للعمل الثنائي المشترك سعيا لتنمية حجم التبادل التجاري بين البلدين كما ونوعاً مشيرا إلى أنه رغم أن حجم التبادل التجاري بين المملكة وألمانيا في ازدياد مستمر حيث ارتفعت قيمته من 12141 مليون ريال في عام 2002م إلى 37635 مليون ريال في عام 2008م إلا أن الطموحات قائمة في تحقيق المزيد من التبادل التجاري بين البلدين بما يتناسب مع الإمكانيات الكبيرة والفرص المتاحة في كلا البلدين. وأكد معاليه أن المملكة قامت بخطوات عديدة ومتسارعة لتعزيز مكانتها الاقتصادية وتعزيزا للرؤية المستقبلية بأن يصبح عام 2025م متنوعاً ومزدهرا يقوده القطاع الخاص ويوفر فرص عمل مجزية مشيرا إلى أن هذه الإصلاحات الاقتصادية كان لها دور بارز في نمو التبادل التجاري بين المملكة ودول العالم حيث بلغت قيمة التجارة البينية بين المملكة ودول العالم عام 2008م 1607 مليار ريال وتمثل قيمة الصادرات السعودية 1175 مليار ريال. وبين معاليه أن المملكة حازت في مجال الاستثمار بفضل الله على ثقة المستثمرين من مختلف دول العالم حتى صنفها تقرير البنك الدولي الصادر في شهر سبتمبر 2008م كأفضل دولة بين جميع دول الشرق الأوسط من حيث تنافسية بيئة الأعمال ووضعها في المركز 16 على مستوى العالم من بين 181 دولة متوقعا أن تلعب الصناعات الوطنية دورا بارزا في علاقة المملكة مع الدول الأخرى وذلك بعد أن تم اعتماد الإستراتيجية الوطنية للصناعة من قبل مجلس الوزراء لإحداث نقلة نوعية في القطاع الصناعي وذلك من خلال تبني رؤية وطنية لتكون الصناعة الوطنية منافسة عالمياً. من جانبه شدد معالي وزير المالية رئيس اللجنة السعودية الألمانية المشتركة الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف على متانة العلاقات السعودية الألمانية وفي مقدمتها العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين مستعرضا دور مجلس الأعمال السعودي الألماني منذ إنشاءه في الرقي بالعلاقات السعودية الألمانية المشتركة. وشكر معاليه رجال الأعمال من الجانبين السعودي والألماني على ما قدموه خلال الفترة الماضية من افكار وتطلعات ساهمت في تطوير أعمال المجلس والرقي بالعمل الاقتصادي المشترك بين البلدين الصديقين. وأكد على متانة وقوة الإقتصاد السعودي ومقدرته على إستيعاب العديد من المشاريع الإستثمارية سواءا المحلية أو المشتركة بين المملكة ومختلف دول العالم إلى جانب تمتع المملكة ببيات مناسبة تجل اقتصادها ضمن اقتصادات العالم المتطورة.