سيكون ملعب "سانتياغو برنابيو" مسرحا لموقعة ال"كلاسيكو" رقم 160 عندما يستقبل ريال مدريد غريمه التقليدي برشلونة حامل اللقب اليوم السبت في المرحلة الحادية والثلاثين من الدوري الاسباني لكرة القدم، ولطالما استقطبت هذه المواجهة بين الغريمين التقليديين اهتمام جماهير كرة القدم من حول العالم لكن الانظار ستتوجه الى موقعة الغد اكثر من اي وقت مضى نظرا الى انها قد تحدد هوية البطل لانه لا يفصل بين الفريقين سوى فارق الاهداف حاليا ولمصلحة ريال مدريد.وتشير جميع المعطيات الفنية والاحصائية الى ان هذه المباراة ستكون قمة في الاثارة خصوصا ان الفريقين يقدمان عروضا رائعة هذا الموسم، اذ يدخل النادي الملكي الى المواجهة وهو يبحث عن فوزه الثالث عشر على التوالي في الدوري وفي حال حسم الموقعة سيصبح على بعد فوزين من معادلة الرقم القياسي من حيث عدد الانتصارات المتتالية (15) والمسجل باسمه موسم 1960-1961، كما يملك فريق المدرب التشيلي مانويل بيليغريني فرصة ان يعادل او يحطم الرقم القياسي من حيث عدد الانتصارات في موسم واحد (28) لانه حقق 25 فوزا. ويملك ريال مدريد الرقم القياسي وسجله موسم 1987-1988، وهو نفس عدد الانتصارات التي سجلها برشلونة ايضا موسم 1996-1997 لكن من 42 مباراة عوضا عن 38، لان الدوري كان يتكون حينها من 22 فريقا. وانصب تركيز ريال مدريد على الدوري لانه ودع مسابقة دوري ابطال اوروبا من دورها ثمن النهائي على يد ليون الفرنسي، في حين ان برشلونة لا يزال يواصل حملة الدفاع عن لقبه بنجاح وهو وصل الثلاثاء الى دور الاربعة حيث سيواجه انتر ميلان الايطالي، وذلك بعدما تخلص من ارسنال الانكليزي (4-1) بفضل رباعية لنجمه الارجنتيني الذهبي ليونيل ميسي الذي بات سادس لاعب يحقق رباعية في مسابقة دوري ابطال أوروبا بعد الهولندي ماركو فان باستن (1992) والايطالي سيموني اينزاغي (2000) والكرواتي دادو برشو (2003) والهولندي رود فان نيستلروي (2004) وأخيرا الاوكراني اندريه شيفتشنكو (2005). لكن ميسي الذي تصدر ترتيب هدافي المسابقة برصيد 8 اهداف، هو الأول الذي يقوم بهذا الانجاز في الادوار الاقصائية. ويأمل ميسي ان يواصل تعملقه في هذه المواجهة المفصلية لفريقه الذي سيتصدر في حال خروجه بالتعادل لانه ستعتمد حينها قاعدة المواجهتين المباشرتين بين الفريقين عوضا عن فارق الاهداف، وكان النادي الكاتالوني فاز ذهابا بهدف سجله السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الذي يحوم الشك حول مشاركته بسبب اصابة في ساقه ابعدته عن مباراة ارسنال الثلاثاء الماضي. ولا يزال كابوس الموسم الماضي يلاحق ريال مدريد عندما تلقى هزيمة ثقيله في ملعبه 2-6 كان نصيب ميسي منها هدفين والفرنسي تيري هنري هدفين ايضا، ويأمل النادي الملكي ان يسترد اعتباره من غريمه لانه خسر امام الاخير في المواجهات الثلاث الاخيرة بينهما. ويعول ريال مدريد بشكل اساسي على نجميه الارجنتيني غونزالو هيغواين والبرتغالي كريستيانو رونالدو اللذين سجلا معا 42 هدفا لفريق بيليغريني هذا الموسم، وسيرحب فريق العاصمة بعودة سيرجيو راموس وتشابي الونسو بعدما غابا عن المرحلة السابقة امام راسينغ سانتاندر (2-صفر) بسبب الايقاف. اما بالنسبة لبرشلونة فهو يستعيد خدمات نجم وسطه المميز اندريس انييستا الذي غاب عن المباريات الاخيرة للفريق بسبب الاصابة، لكن الشك يحوم حول مشاركة جيرار بيكيه بسبب الاصابة. وستكون موقعة "الكلاسيكو" مميزة لان ستكون مواجهة بين ميسي، افضل لاعب في العالم لعام 2009، ورونالدو افضل لاعب في العالم لعام 2008 وقد علق رونالدو على المقارنة بينه وبين ميسي الذي يتصدر ترتيب هدافي الدوري برصيد 26 هدفا، مازحا: "انا الاكبر والاضخم! (حجما)"، معترفا بان النجم الارجنتيني يقدم موسما استثنائيا للغاية. واشار نجم مانشستر يونايتد السابق الى انه ليس مجبرا على اثبات اي شيء في مباراة السبت، لانه اظهر قيمته الحقيقية في المباريات السابقة التي خاضها مع النادي الملكي، مضيفا "الذين وقعوا معي (ادارة ريال) يعلمون انهم كانوا محقين تماما" في اشارة منه الى صفقة انتقاله القياسية التي كلفت فريق العاصمة 94 مليون يورو، اضافة الى راتبه السنوي الذي يتجاوز 10 ملايين يورو. واعترف رونالدو ان فريقه ليس "فريقا كبيرا" في الوقت الحالي، مضيفا "لسنا حاليا فريقا كبيرا. نحن فريق جيد لكن ليس كبيرا"، مؤكدا رغم ذلك ان فريقه سيحسم المواجهة في "سانتياغو برنابيو". مشيرا الى انه يفضل خسارة مباراة اليوم والفوز بلقب الدوري. مهما تكن نتيجة هذه المباراة فلن يستطيع احد ان ينكر ان ميسي هو الافضل حاليا وبفارق كبير عن اي لاعب في العالم وبينهم رونالدو، لان النجم الارجنتيني الذي سجل 39 هدفا في جميع المسابقات هذا الموسم، اثبت مرارا وتكرارا انه من طينة النجوم النادرين جدا وما يميزه عن البرتغالي ليس فقط عدد الاهداف التي يسجلها او الطريقة التي يسجل بها هذه الاهداف، بل تواضعه وحتى خجله امام عدسات المصورين. وبعيدا عن موقعة ال"كلاسيكو"، يتواجه فالنسيا الثالث مع مضيفه مايوركا الخامس، حيث يسعى الاول الى تناسي خروجه من الدور ربع النهائي لمسابقة "يوروبا ليغ" الخميس على يد مواطنه اتلتيكو مدريد وتعزيز مركزه، فيما يأمل الثاني ان يستعيد المركز الرابع، الاخير المؤهل الى دوري ابطال اوروبا الموسم المقبل، من اشبيلية الذي يحل بدوره ضيفا على ملقة. ويحتل فالنسيا المركز الثالث برصيد 56 نقطة وهو في وضع مريح تماما كونه يبتعد بفارق 8 نقاط عن كل من اشبيلية ومايوركا اللذين يفصل بينهما فارق المواجهتين المباشرتين بينهما ولمصلحة الفريق الاندلسي. وفي المباريات الاخرى، يلعب تينيريفي مع بلد الوليد، وفياريال مع سبورتينغ خيخون، وخيريز مع خيتافي، والاحد ديبورتيفو لا كورونيا مع راسينغ سانتاندر، واتلتيك بلباو مع الميريا، واوساسونا مع سرقسطة، واسبانيول مع اتلتيكو مدريد.