آية الكرسي ذات شأن عظيم إذ تضمنت التوحيد ونفت عن الذات العلية ما لا يليق بها وأثبتت لها صفات الكمال ونعوت الجلال وبينت عظمة الملك ودلائل القدرة وبراهين الوحدانية. وعن أبي كعب رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت: (الله لا إله الا هو الحي القيوم) فضرب في صدري وقال: لِيَهْنَك العلم أبا المنذر. وقال: (والذي نفسي بيده إن لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش) واشتملت آية الكرسي على اسم (الله) والله اسم مختص بالمعبود بالحق لم يطلق على غيره سبحانه وتعالى. وهو علم على الذات والواجب الوجود المستحق لجميع المحامد وهو اعظم اسمائه تعالى لدلالته على الذات العلية الجامعة لكل صفات الألوهية المنعوتة بنعوت الربوبية المنفردة بالوحدة في الذات والصفات والافعال. كلمة الاخلاص تدل على نفي الألوهية عن كل ما سوى الله تعالى فيها اصدق الكلام، الحي القيوم أي المنصف بالحياة الابدية التي لا بداية لها ولا نهاية. وهو سبحانه (العظيم) القدرة الذي لا تصل العقول الى كنه ذاته، ولا تدركه الابصار فاتقوا الله عباد الله وأخلصوا التوحيد واجعلوا عبادتكم خالصة لله وتوبوا اليه يتب عليكم واستغفروه يغفر لكم. عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: "إني أنا الله لا إله الا أنا من أقر لي بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني أمن عذابي). وعن ابن عباس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقول رب العزة في الحديث القدسي: "من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئا". وأقول قولي هذا وأستغفر الله وأتوب اليه وهو التواب الرحيم إنه سميع مجيب. عبدالحليم بن عبدالعزيز تميم