قالت مصادر صناعية إن شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط ومؤسسة داو كيميكال الأمريكية تدرسان نقل موقع مجمع البتروكيماويات الضخم الذي تعتزمان إنشاءه إلى الجبيل. وعند إعلان خطط بناء المجمع الذي يتكلف أكثر 20 مليار دولار وقع اختيار أرامكو وداو المبدئي على رأس تنورة حيث توجد أكبر منشأة نفطية بحرية في العالم لاقامة المجمع الذي من المقرر أن ينتج ثمانية مليارات طن من البتروكيماويات سنويا. لكن مصادر قالت إن تكلفة استصلاح الأرض في رأس تنورة وازدحام الموقع جعلا داو وأرامكو يعيدان النظر في خططهما. وقال أحد المصادر "انهما يدرسان الخيارات المتاحة أمامهما... إما الجبيل أو رأس الزور... الجبيل هي الخيار الأمثل." وقال مصدر آخر إن أرامكو وداو طلبتا بالفعل الحصول على قطعة أرض في الجبيل. وذكر مصدر ثالث مطلع على خطط الشركتين "نعم. الجبيل على الأرجح." ورفض متحدثان باسم داو وأرامكو التعقيب على امكانية تغيير موقع المجمع. وقال متحدث باسم داو "كل ما يمكنني قوله عن هذه التقارير من جانب داو هو أن المشروع مستمر في احراز تقدم من خلال مراحل التطوير الأولية... مرحلة التقييم في المشروع تسير وفقا للجدول المحدد وستنتهي في وقت لاحق من العام الجاري." وذكر مصدر رابع أن أرامكو وداو ستحتاجان إلى شهرين أو ثلاثة تقريبا للحصول على موافقة السلطات السعودية على تغيير الموقع. وقال مصدر إن من المتوقع أن يظل حجم المشروع كما هو لكن بتغيير بسيط في التكلفة إذ ستضطر الشركات لاعادة الدراسات مرة أخرى على الموقع الجديد كما سيجري مد خطوط أنابيب. وأضاف مصدر آخر أن التكلفة الإجمالية قد تنخفض نتيجة انخفاض تكلفة الأرض. وقال مصدر "استصلاح الأرض في رأس تنورة مكلف للغاية بينما هناك الكثير من الأراضي المتاحة في مناطق قريبة." والموقع البديل في الجبيل هو بالفعل مركز رئيسي لتجارة البتروكيماويات. وتوجد في الجبيل مصفاة طاقتها الانتاجية 305 ألف برميل يوميا وتعتزم أرامكو وشركة توتال الفرنسية بناء مصفاة أخرى هناك بطاقة انتاجية تبلغ 400 ألف برميل يوميا. وتقع الجبيل بين رأس الزور وراس تنورة على ساحل الخليج. وأنهت الحكومة السعودية بالفعل مرحلة توسع للبنية التحتية في الجبيل حيث توجد قطع من الأرض جاهزة للبناء. وقال صداد الحسيني المسؤول التنفيذي السابق في أرامكو السعودية إن الجبيل أفضل من حيث الوفورات والتكامل مع مجمعات البتروكيماويات الأخرى كما أن بها جميع الامكانيات بما في ذلك ميناء تصدير. وكان استثمار داو في رأس تنورة سيكون أكبر استثمار لشركة أجنبية واحدة في قطاع الطاقة السعودي وسيكون المجمع أحد أكبر منشآت البتروكيماويات في العالم. واتفقت أرامكو وداو على تكلفة تبلغ 1.2 مليار دولار للأعمال الهندسية فقط في مجمع البتروكيماويات المشترك في رأس تنورة. وتجري شركة كيه.بي.ار الأمريكية وشركة فوستر ويلر ومجموعة جاكوبز الهندسية الأعمال الهندسية والتصميم للمراحل الأساسية لمجمع البتروكيماويات. ومن المقرر اكمال الأعمال الهندسية خلال الربع الأول أو الثاني من هذا العام. وكان من المقرر دمج المجمع مع امتداد مصفاة رأس تنورة الذي يبلغ انتاجه 400 ألف برميل يوميا. ومصفاة رأس تنورة هي الأكبر في الشرق الأوسط بطاقة انتاجية تبلغ 550 ألف برميل يوميا. كما كان من المقرر أن تغذي محطة غاز الجعيمة المجمع المبدئي. وعلقت أرامكو توسعة المصفاة منذ العام الماضي عندما أرسلت خطابات للشركات المتقدمة بعروض انشاء المجمع تبلغها بتأجيل المشروع.