تتميز الصحافة السعودية والصحف بحسن انتقاء رؤساء التحرير والعناية في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وهو في الاغلب الاعم الا ما ندر يأتي في طليعة المختارين من ذوي الصفات والحس السياسي والوطني وملء منصب وكرسي رئاسة التحرير الوالد والاديب الانيق المهذب عف اللسان الاستاذ حامد بن حسن مطاوع رحمه الله والذي غيبه الموت فجاءة مساء الثلاثاء. يعتبر الكاتب السياسي المحترف أبو أنمار علمًا بارزاً من اعلام الصحافة ورؤساء التحرير اذا اردنا الوقوف في المحطات الرائدة والرائعة والمواقف الانسانية والوطنية لهذا الطود الشامخ فإن القلم لا يحصيها وهي إجمالاً: أولاً: اسم هذا العملاق من كاسحات الألغام في عالم السياسة "المحترفين والكتاب المثقفين" برز وعرف في أواسط المجتمع المكي ثم العربي والإسلامي وارتبط اسمه بالجريدة العتيقة ذات الاسم الرنان "الندوة". ثانياً: سمعت أكثر من وزير متخصص في الاعلام والشأن العام السياسي في نوازل العالم العربي والغربي يثني على العمق المثقل بالتحليل الرائع والاستراتيجيات المستقبلية لعالمنا من خلال مقالات وكتابات الاديب الكبير عين اعيان رؤساء التحرير في عالم اليوم أبو حسن لما لها من صدى. ثالثاً: تميز الوالد الاستاذ أبو انمار رحمه الله بهدوء الطبع وعدم الانفعال الا ما ندر، عباراته منتقاءة وكلماته في الصميم يأسرك حديثه يقلب لك من صفحات الماضي التراثي وينزلها على الواقع المعاصر بحرافة كبار الصحفيين المميزين مما يجعلك تقول: كيف ولِمَ لم يستَفَدْ من هذه الطاقة المليئة بالخبرات والتجارب والحس الوطني. رابعاً: جلد وصبر وتحمل هذه الشخصية بما حاك وكان يحاك ضده من مؤامرات وحقد وكان فكراً، وجسداً كالطود الشامخ المعتز الواثق بالله ثم بنفسه المليئة بالحب لمهنته والصامد امام آرائه التي يؤمن بها وتنصب في مصلحة الوطن والمواطن والحب والولاء لولاة امرنا حفظهم الله كونه يعتقد جازماً ومؤمناً بأن الإسلام جعل العلاقة بين المسلم وأخيه وإن اختلف معه قائمة على الحب في الله والأخوة فيه مجردة من المصالح المادية المؤقتة أو العواطف الطارئة وعندما أراد أن يناقش معه البعض كان لسان حاله يقول دع المهرجين والمستغلين الظروف الطارئة. رأيته في محفل كبير يناقش ويكشف بكل شفافية امام الملأ تصرفات شخصية عملت لمصالحها فقدم الادلة بهدوء واتزان دون انفعال فقلت له يا عم حامد لو جئت بالمكاشفة والاستدلالات بطريقة دبلوماسية. فقال: يا حسن يا ولدي لكل موقف وقضية فيها مصلحة عامة طريقتها وأسلوبها والعين الحمراء في هذا الموقف أشد طلباً وأوقع تأثيراً، والدبلوماسية قد تكون في مواقع اخرى. خامساً: تخرجت على يد وقلم هذا البارع الاديب أبو انمار اجيال من الكتاب والصحفيين علمهم وتعلموا فكان لهم مثل الاب والاخ والموجه واليوم يتبوأ أكثرهم مواقع إعلامية ومراكز وظيفية مما ينبئ عن سيره معلمّ ورئيس تحرير نزيه ونظيف وطيب المعشر أبيض القلب والقالب أنيق ورفيع التعامل كالأناقة في المظهر والمخبر. فرحم الله هذه القلة الطيبة من كبار اعلام الصحافة متمنين من الاخ الحبيب الزميل الدكتور انمار والدكتور قيصر أن يقوموا بجمع آثار ومآثر وكتابات والدهم رحمه الله والعناية بإخراجها والله ولي التوفيق. أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي