تعاني العديد من الأندية الرياضية منذ سنوات طويلة من اضطراب شديد لاحوالها الادارية انعكست سلباً على جميع مناشطها الرياضية والثقافية والاجتماعية، وأدت بالتالي الى انحطاط في مستوى فرق تلك الاندية وتواضع نتائجها وانصراف الناس عنها وعن تشجيعها وعن تقديم اي عون مادي او معنوي لها، لأنهم يرون ان ما يقدمونه سيصبح هباء في ظل الأحوال الإدارية المتردية في تلك الأندية، ومن الصور السيئة في إدارات بعض الأندية ان كل إدارة حاول الحاق الأذى بمن قبلها أو بمن بعدها من الادارات مع ادعاء ان هذه الدارة قد قدمت ديوناً من جيبها للنادي فيما يفاجئ المجتمع بأن ادارة سابقة لنادي من الاندية تحمل النادي قبل خروجها ديوناً باهظة لكي تضع الادارة التي تليها في حرج شديد وارتباك لا اول وله ولا اخر، هل تلتزم بتسديد الديون القديمة التي تزعم الادارة السابقة ان لها نصيباً فيها أم تقوم بتسديد الالتزامات المالية الجديدة واللاحقة التي يحتاجها النادي، أم أنها تجد نفسها عاجزة عن مواجهة ذلك الحمل الثقيل فتهرب بجلدها، تاركة النادي يعيش في ضياع وظلام دامس وتتردى احواله من سيئ إلى أسوأ وقد يؤدي تردي النتائج الى هروب إدارة من الإرث الثقيل الى مناداة جمهور الأندية بعودة الإدارات القديمة لعلها تستطيع ان تحسن من أوضاع تلك الاندية؟ وهكذا تصبح ادارات الاندية محل صراع ليس بين ناد وناد واخر، ولكن داخل النادي نفسه وعلى جسده وعلى حساب لاعبيه وعلى المجتمع الذي يحيط به، وكلا يدعي وصلاً بليلى، وليلى لا تقر لهم بذلك، وعلى سبيل المثال للحصر، فان نادي الوحدة، مكةالمكرمة يعاني من صراع الادارات المتعاقبة عليه، منذ اربعين سنة، وهو التاريخ الذي سجل النادي فيه اخر بطولة له، وكانت ادارته مستقرة في عهد الاستاذ عبدالله عريف رحمه الله، وكذلك في عهد المهندس عبدالقادر كوشك رحمه الله، ولكن احوال الادارات بعد ذلك ظلت متردية، ليس بسبب عدم كفاءة جميع من يتولون ادارته، ولكن لان كل ادارة تأتي للنادي تجد نفسها محاربة من الادارة السابقة او من الذين يريدون ان يكونا للنادي ادارة لاحقة، وحصل مؤخرا ان بعض ادارات النادي اذا وجدت نفسها مضطرة لترك ادارة النادي فانها تسحب ما عند النادي من سيارات وربما اجهزة وفاكسات وتلفونات ثم تقدم قوائم بديون مستحقة لها او لبعض اعضاء النادي، فاذا جاءت ادارة جديدة تجد النادي على البلاط، فهو يحتاج الى سيارات وتسدد ما خلفها من أعباء ثقيلة. والأغرب في هذا الأمر ان المسؤولين عن دورة الاستلام والتسليم التابعين لرعاية الشباب، يقرون بالديون للادارة السابقة وان لهم الحق باسترجاعها، وهو ما يشجع اي ادارة لاحقة على السلوك نفسه، عندما يحين موعد مغادرتها للنادي، وكان المفترض ان يكون جميع ما في النادي ملكاً له، سواء كان مسجلاً باسمه أو باسم أسماء متبرعين به في الإدارة، وكذلك أن تراقب رعاية الشباب الاجتهادات التي تصاحب عقود اللاعبين حتى لا تتداخل الأهواء الشخصية والمنافع المادية في تلك العقود فلا نسمع أن شيئاً دفع من تحت الطاولة أو من فوقها، وكذلك فإن من واجب الجهة المختصة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تتابع موضوع تسديد مكافآت اللاعبين المحترفين أولاً بأول، حتى لا تتحول إلى ديون متأخرة من إدارة إلى إدارة، وإذا حصل ذلك فان على أي ادارة قبل تسلمها للنادي لإدارة لاحقة تصفية جميع ما على النادي من استحقاقات وديون لكي تستلم الادارة الجديدة النادي خاليا من العوائق المالية والإدارية. وفي حالة عدم السداد وحان موعد التسليم فإن الديون تعتبر حق لا بد من دفعه من تلك الادارة وعن طريق الجهات المختصة ثم الملاحقة حتى الدفع حتى تبدأ الادارة الجديدة مسيرتها على نظيف وعلى كل من يريد تسلم زمام الأمور في أي نادي أن يعلم أن عليه التزامات مالية مقابل ما يكسبه من شهرة ومكانة معنوية بسبب إدارةته للنادي فإن لم يكن قادرا على غرمها فلا ينبغي له الاكتفاء بمغنمها من شهرة ومكانة وربما يكون الأنكى من هذا كله أن يأخذ المكانة والشهرة ثم يبحث عن المكاسب من ظهر النادي ويدعي بعد ذلك انه يحبه كثيرا كثيراً. وما ذكر عن نادي الوحدة قد ينطبق على اندية أخرى تركت التنافس الرياضي وغاصت في أوحال الخلافات الادارية وهذه الأندية ومنها نادي الوحدة، تناشد أمير الشباب ونائبه التدخل لوضع حد لما يجري من تعاقب لإدارات أساءت بتصرفاتها إلى الرياضة وإلى الرياضيين وجعلت مدرجات الملاعب خالية من الإثارة الرياضية في المستطيل الأخضر والله الموفق. [email protected]