بعيداً عن المحاكمات الفنية الطارئة التي ستدور برحاها في فضاءات هذا المساء بين القلعة والزعيم على نهائي كأس ولي العهد. وبعيداً عن لغة وقناعات اللقاءات الحاسمة في مثل هذه النهائيات التي لا تقبل كعادتها بأنصاف الحلول وتبقى دائماً تخدم وتتجه برياحها وهتافاتها للذين يكسبون رهانات الفوز ولا غيره. بعيداً عن كل هذه الاختناقات والأصوات المتزاحمة في نزال الختام.. دعونا نتحدث عن الأمير الأهلاوي "الصابر" الذي ظلّ ولم يزل عقوداً من الزمن يرعى ويسقي مسيرة القلعة الخضراء بروحه وأنفاسه ويحاول مع المحبين والمُتعبين بتاريخها.. انتزاعها من كبواتها التي ضلت الطريق. ومعها ظلّ هذا الأمير الأهلاوي المخلص صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز يقف سداً منيعاً جيداً شامخاً وعملاقاً يتصدى لكل العوارض والهزات التي تطول قلعة الكؤوس حتى استعادت في منتصف هذا الموسم شيئاً من بريقها ولمعانها واستقرت مع طوابير المتفوقين والرابحين وحلّقت عبر مراسم هذا المساء في النهائي الكبير لمسابقة كأس ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه. نعم.. يكفي قلعة الذهب والبطولات هذه الاطلالة المستحقة بعد طول غياب عن مثل - هكذا - محافل مضيئة لم تتعود على مثل هذا الانتظار. لقد صنع الأمير الأهلاوي الخبير والنابه (خالد بن عبدالله) مرحلة التنوير الجديدة لفرقة الرعب الخضراء.. وهو يُقدم في عز التجاهل والنسيان "الذي ارتضاه من يدّعون بحب الأهلي".. جهازاً إدارياً مثقلاً بالعشق وبالفعل. العمل بقيادة الأمير الشاب فهد بن خالد الذي ترجم وجسّد وصايا واهتمام أمير الأهلي إلى ركض دؤوب لا يتوقف.. أثمر بالوصول إلى هذا المحفل العالمي.. رغم ما فعلته صافرة الحكام من ويلات وتجاوزات انهكت مسيرة هذا الفريق العملاق ..! ومع هذه المرحلة الجديدة "للراقي" كانت الاختيارات للجهاز التدريبي أكثر توفيقاً بقيادة البرازيلي فرياس وبالمحترفين فيكتور وديسلفا مارسيليو اللذان اشعلا هجوم الأهلي. الروح القتالية العالية وهو ما كان يفتقده في سنواته الأخيرة.. ومهما بلغت حكايات هذا المساء من تجاوز في لغات الفوز أو الخسارة فإن القلعة الخضراء مُقبلة على مرحلة جديدة وباهية .. ستحصد بروحها الوثابة والمتصاعدة مع الأيام المنجز والبطولات.. شكراً.. للنهر الأهلاوي الخالد الذي لا يقاسمه حبّاً للأهلي غير الأهلي.