جميعنا مخطئون بحق هذا الأهلي الذي لا يوازيه في الجمال جميل، الأهلي رواية الأجداد للأحفاد وإن كان هناك من يرى في الانتماء للماضي والأجداد عيبا. الأهلي الذي صممه عمر شمس على ورق كراسته المدرسية وكان يخفيه داخل أسوار قلبه «كل ليلة وكل يوم» خوفا عليه واصبحنا جميعا نخاف عليه، لينفذ تصاميمه على أنغام موسيقى أم كلثوم ويتخذ من «اراك عصي الدمع» شعارا حتى وإن ذرف مالك ورجالاته في ذلك المساء دموع الرجال، الأهلي الذي وصل لعمره الماسي رافضا الانزواء على «الأطلال» وجعلنا نردد مع شبابه في ذلك المساء كانت ليلة من «ألف ليلة وليلة» هزم فيها الأهلي التحكيم والقرعة التي ابعدته عن قلوب جماهيره لنكتشف أن قلوب جماهيره تلاحقه اينما حل أو ارتحل وكأني بها تمارس طقوسها الكلثومية مرددة «عودت عيني على رؤياك» فكل الأرض للأهلي شمالها وجنوبها، شرقها وغربها، يغيب عن عروسه فنكتشف أن كل المدائن عروس و»في انتظارك» يا أهلي. إنه الأهلي الخط الواصل بين المدرسة والموسيقى الذي بعودته عادت الحياة لملاعب الكرة ليعزف معشبها «افرح ياقلبي». الأهلي أشبعناه قدحا لنكتشف أن من نقسو عليهم هم أكثر من يخافون على الأهلي، ونكتشف أن جمال الأهلي يكمن في عودته بعد غياب لنقابله «والأشواق بعينه» الأهلي الذي يشكل في غيابه سموا وفي حضوره سموا فهو في كلتا الحالتين يسكن القمر. الأهلي الذي عندما ينتصر نصرخ مع أهله آه يا أهلي، وعندما يخسر نستصرخ أهله آه يا أهلي. لم يتبق سوى ليلة ونتمنى أن نردد مع أهلي الموسيقى»هذه ليلتي» وحتى إن خسر لا سمح الله سنردد كحال ملايين الخضر «أغدًا ألقاك» فالأهلي ثقافة يبذرها الأجداد لتعشب في قلوب الأبناء. مدخل شاهدوا تصريحات رجالات القلعة بعد اللقاء لتعلموا مفهوم احترام الخصم بعد الخسارة بينما على النقيض جاءت تصريحات القادمين من «صناديق» العقار الذين استكثروا كلمة مبروك على منافسيهم. مخرج يقول الخبر (مشجع أهلاوي يتبرع بطائرة خاصة لجماهير ناديه) يأتي ذلك في وقت يدفع فيه شرفيو الأندية الأخرى ثمن التذاكر لجماهيرهم، وهنا يكمن الفرق، فجماهير الأهلي حكاية أخرى، فكل جنون مرفوض الا جنون هذه الجماهير، اما ما يفعلونه في مدرجات فريقهم فهو الجنون الذي يتحول لقالب من الفنون فكل ريادة في التشجيع تنطلق من قلب مدرجات الأهلي. [email protected]