عم حسين من سكان حي الجامعة أحد أحياء جدة التي تضررت جراء كارثة سيول اربعاء جدة قبل نحو شهرين من الآن. يعول العم حسين اسرته المكونة من خمسة أفراد بما تجود به سيارته "الونيت" التي يستخدمها يوميّاً في العمل الشاق ليحصد في آخر النهار ما يطعم به ابناءه ويدخر ما يتبقى له في بعض الأيام لسداد إيجار منزله. قد يتساءل البعض عن علاقة العم حسين ب 88 محتالا وحقيقة الامر تكمن في ما أوردته الصحافة السعودية الاسبوع الماضي من توجيه الامير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام بمحافظة جدة والجهات المختصة بالتحقيق مع 88 شخصا ادعوا أنهم من المتضررين من جراء السيول التي حدثت مؤخراً بمحافظة جدة اتضح من لجان الكشف على المساكن أن المنازل التي ادعوا انهم يسكنون بها اما ان تكون مهجورة أو تحت الانشاء أو استراحات أو مؤجرة على عمالة أو غير مهيئة أصلا للسكن اضافة إلى ما نسب إليهم من حصول على إعاشة من غير وجه حق وإحالتهم للشرع. فالعم حسين التقيته في اليوم الثاني للكارثة يحاول جاهداً اخراج اثاث منزله واجهزته الكهربائية التالفة بين بحيرات المياه التي تكونت في منزله جراء دخول السيل إليها والحزن يملأ عينيه على ما أصابه. فأشرت إليه حينها أن يتوجه إلى دور الإيواء التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين للمتضررين، لحين هدوء الأمور والحصول على الاعاشة والتعويضات الممكنة ليعيد بناء ما اتلفته السيول في منزله، فرد علي حينها بقوله: "الحمد لله سلمني أنا وابنائي واستطعنا الهروب الى سطح المنزل، هناك من هم "أحق" مني بذلك هناك اشخاص وأطفال لقوا حتفهم وأنا انعم بضحكات ابنتي دانة ودانيا وهذا يكفي، الحمد لله على كل حال". تذكرت كلام العم حسين جيداً عند قراءتي لخبر 88 مدعيا وتذكرت كم شخصا مثل العم حسين من المتعففين عن طلب المساعدة والمحتاجين لها لم تشملهم الرعاية وهم احق بها ليخرج علينا زمرة من المتطفلين والعابثين ليسرقوا مساعدات الفقراء وهم اقدر على تجاوز المحن. علي طالب شراية جدة