اصبحت ظاهرة الكتابة على الجدران موضوع كثر الحديث فيه رغم تحضر الدول وارتقاء الافكار الا انه يوجد بعض ضعاف النفوس لا يأبون للنصح والتفكير. تطرقت لهذا الموضوع في جريدة البلاد قبل ست سنوات بتاريخ 12/ 11/ 1424ه بالعدد (17262) تحت عنوان (المراهقون.. المشكلات والحلول). وتحدثت في المقال ما كثر في تلك الايام من مراهقين تطاولت اياديهم على جدار المباني وجدار المساجد حتى اسوار مدارس البنات لم تسلم من عبثهم فتجد عبارات خارجة عن الحياء والادب الذي يربيه الوالدين فذاك يكتب (ابحث عن عشيقة 050000) وذلك يكتب (الولهان والتعبان) اما الجدير بالذكر من يسمى بنفسه (علبة ألوان) فمنهم ذلك الشاعر حفيد امرؤ القيس او حطيئة فيتطرق للشعر الغزلي المقزز. تمادى المر ويتحمل اصحاب المباني الخسائر بمسح تلك العبارات عن جدار مبناه او فلته او عمارته التي تكبدته مصاريف كثيرة. من المخجل ان العابثين لم يتوقفوا بالكتابة على الجدار فقط بل لجئوا لكتابة ارقام الفتيات على ابواب دورات مياه المساجد الرجالية والعابثات ايضا يكتبون اسماء وارقام جوالات حبيبهم على دورات المياه النسائية. امور في غاية الخجل وتحرج الكتاب لكتابتها فهي ليست من عادات ولا تقاليد الاكثرية من ابناء هذا الوطن الغالي وليس بشماتة او غيظ ان نتطرق لهذه الامور وهذه المراهقات ولكن ما يستدعينا لذلك هو تلاشي تلك الظواهر بقدر المستطاع. كم اتمنى انا وغيري من الزملاء والكتاب ان نكتب دائما عن اختراع ذلك الشاب الذي يفيد دينه ووطنه وكتابات القصص الجميلة التي يثني عليها او تجمع البعض في النادي الثقافي والادبي فأوقات الفراغ موجودة ولكن لم نكسبها بما يفيدنا ونهدرها لأسوأ ما يستوعبه الخيال. اني متأكد وواثق بأن البعض ينتقدني فيما كتبت لكن اتمنى ارى احبائي في نضوج فكري يفيد نفسه ويستفيد منه الغير. يغضبنا ما يحدث في الشوارع اتساءل هنا بشدة فأنت يا صاحب السيارة التي ازعجتنا بصوت (مضخم الصوت) وانت يا صاحب الدراجة النارية اسألكم بالله هل من الدين والعقل ما تفعلوه ألم يكن في حسبانكم بانه يوجد عجوز مريض او طفل رضيع تقلق راحته ومنامه سألتك بالله ألم تخشى دعوة ذلك الاب او تلك الام المريضة عليك هل يرضيك بأن احد يزعجك في منامك؟ نعم اريد شخص واحد فقط يجاوبني والله الذي لا اله الا هو صحيت في يومي هذا بذلك الشاب المستهتر الذي يفحط في الشارع فما بامكاني ان ألحق به وما عساي ان افعل اذا رأيته. وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين والله الهادي الى سواء السبيل". عمير بن عواد المحلاوي (*) ينبع الصناعية ص. ب: 31730 البريد الالكتروني: [email protected]