نظمت جامعة طيبة لضيوف ندوة الحج الكبرى الذين استضافتهم وزارة الحج وذلك مساء أمس الأول محاضرة بعنوان ( تاريخ ومعالم المدينةالمنورة ) ألقاها البروفيسور سليمان الرحيلي الباحث والمتخصص في تاريخ المدينةالمنورة، ويأتي هذا التعاون في إطار برنامج الجامعة الثقافي للنخب المثقفة وبعثات الحج من ضيوف الرحمن. وكان معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور منصور بن محمد النزهة قد تحدث عن أهمية ما تضطلع به الجامعة من دور ريادي ومشاركتها لكثير من قطاعات المجتمع المختلفة في عدد من الأنشطة المتعددة وقد شاركت هذا العام في البرنامج الثقافي الموجه للنخب المفكرة والمثقفة، والبرنامج الصحي عبر طلاب وطالبات الكلية الصحية وعشائر الجوالة التي تسهم كل عام في إرشاد الحجاج التائهين وهذا ما يؤكد عظم المسئولية الملقاة على عاتق الجامعة. وأضاف معاليه أن الجامعة تفخر بهذا الدور الكبير والذي يقوم على خدمة الحجيج وتيسير أمورهم، مؤكداً على دور المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن وما تقدمه من خدمات جليلة تجعلهم يتمتعون بأقصى درجات الراحة وهم يؤدون مناسكهم ويتمونها على أكمل وجه. عقب ذلك أدار الدكتور عبد الله بن محمد دمفو عميد الدراسات العليا بالجامعة المحاضرة وقدم شرحاً موجزاً للسيرة الذاتية للباحث ومؤلفاته وأهم ما قدمه في دراساته عن تاريخ المدينةالمنورة. ثم ألقى البروفيسور سليمان الرحيلي محاضرة عن تاريخ المدينة ومعالمها واستعرض موقع المدينة وسماته، وتاريخها، ومكانتها الحضارية، وجولة موجزة عن أشهر معالمها. وأشار الرحيلي في معرض محاضرته أن المدينة تقع في الشمال الوسط للجزيرة العربية وتميل للشمال الغربي وتحفها عدد من الحرات منها حرة واقم وحرة الوبر وحرة شوران التي هي امتداد لحرة بني سليم، وتقع المدينة عموما في حوض مائي زراعي وأشهر معالمها المائية العين الزرقاء والتي يمتد تاريخها لأكثر من 1300 عام والتي تنبع من منطقة قباء والتي تقع جنوب المسجد النبوي الشريف، وعدد من الأبيار مثل بئر الروحاء وغيرها . وأضاف الرحيلي أن المدينة لها إنتاج زراعي ضخم مثل التمور والخضروات والبقوليات كما أن لها ثقل سياسي وكانت فيها الدولة الإسلامية منذ شروق شمس الإسلام وسبقت بمعاهدتها الكثير من المعاهدات السلمية التي نسمع عنها اليوم ولها نشاط اقتصادي كبير، وعرج البروفيسور الرحيلي إلى التركيبة الميدانية للمدينة المنورة والتي تتألف من قبائل عربية وعرب وعجم سكنوا فيها وأصبحوا يمثلون وحدتها الدينية لتصبح أحد أفضل التركيبات المدنية في عصرنا الحاضر، مقدماً تعريفا عن أبرز معالم المدينةالمنورة كالمساجد وأشهر الأماكن كجبل أحد والخندق وغيرها من المعالم الأثرية المعروفة . من جانب آخر عبر عدد من الحاضرين من بعثات الحج المصرية والسودانية والجزائرية عن إعجابهم بما شاهدوه من تفاصيل دقيقة عن المدينةالمنورة التي لها مكان في القلوب، وأن اللقاء كان شيقا وجميلا واحتوى على كثير من المعلومات المفيدة، وأن هذه اللقاءات مطلوبة للتعريف بالمدينة وفضلها والمساهمة في نشر ذلك. وكذلك عن دور حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه في تطوير المدينةالمنورة في جميع مرافقها المختلفة. جديراً بالذكر أن اللجنة الدائمة لخدمات الحج والعمرة والزيارة قد قامت بجولة ميدانية لضيوف ندوة الحج الكبرى على عدد من آثار المدينةالمنورة الثابت فضلها وتقديم بعض المعلومات الدقيقة عن هذه المواقع وتاريخها وما يتعلق بها من أحداث.