قررت لجنة التحكيم العالمية المشكلة من عدد من الخبراء والأكاديميين المتخصصين في مجال العلوم، عودة جائزة " أحمد باديب للتفوق العلمي للمرأة العربية ".. التي يمنحها معهد العالم العربي بباريس والشبكة العالمية للبحث حول العلم والدين في الإسلام، لهذا العام 2009.. لخبيرتين من أصول وجامعات عربية، في مجال فيزياء الفلك، وفيزياء الجزئيات الدقيقة : وهما البرفيسورة نبيلة أغانم، الباحثة بالمركز القومي الفرنسي للبحوث العلمية، والبرفسورة عريفة علي خان، أستاذة الفيزياء بجامعة تعز، باليمن. وذلك تقديراً لإنجازاتهما العلمية المتفوقة، وجدية المشروع العلمي المتميز، والمشوار البحثي المثالي لكل منهن في مجال تخصصهما الصعب. نبيلة أغانم، باحثة بالمركز القومي الفرنسي للبحوث العلمية، وتعمل بمعهد فيزياء الفلك ودراسات الفضاء بأورساي. وهي مختصة في علم الكون التدقيقي؛ "المبني على الملاحظة". وتشارك حاليا في أبحاث القمر الصناعي "بلانك"، بالوكالة الفضائية الأوروبية، الذي أطلق لدراسة الإشعاع الكوني ورصد اللحظات الأولى لبداية الكون. وهي تسهم بالإضافة إلى هذا الجهد الأكاديمي، بشكل فاعل في نشر الثقافة العلمية والتقنية. عريفة علي خان، أستاذة مشاركة في جامعة تعز باليمن، والتي إنتقلت إليها منذ عام 2007 بعد أن قضت عدة سنوات في تدريس فيزياء الجزئيات الدقيقة بجامعة "راستون" بألمانيا. وهي خبيرة في هذا المجال المهتم بفيزياء الجزئيات الدقيقة، وبشكل خاص في مجال التفاعل القوي للجزئيات؛ (كروموديناميكية "الكوانتم" على الشبكة). وهي تقوم الآن بتدريس الفيزياء بجامعة تعز باليمن إلى جانب أبحاثها ذات الصبغة العالمية في هذا المجال. وسيتم الاحتفال بتسليم الجائزة بمكتبة معهد العالم العربي، يوم السبت 21 نوفمبر 2009 على الساعة الخامسة بعد الظهر، وذلك بحضور عدد من الشخصيات وممثلين عن مختلف أجهزة الأعلام العالمي. وفي إطار هذه الاحتفالية ستقدم الحائزتان على الجائزة، مختصرا لأعمالهن ولمشوارهن العلمي. إن تسارع العولمة قد قاد المجتمعات إلى ضرورة الالتزام بجدية المساهمة في نمو المعارف العلمية، وفي تعزيز آليات التبادل الثقافي، باعتباره المسلك الوحيد للدخول في القرن الواحد والعشرين. فالعلم هو شرط التطور التكنولوجي وبناء الحداثة، أنه أيضا حامل لتساؤلاتنا الأساسية حول العالم، وحول تطورنا الاجتماعي وانفتاحنا على الآخر. والمنافسة الشديدة بين البلدان صارت تفرض اليوم ضرورة تشييد مجتمعات مبنية على المعرفة، قادرة على تشجيع الفكر الإبداعي العلمي الذي يؤمن المستقبل. والعالم العربي، ككل دول المعمورة، صار يهتم بهذا التحدي، وهناك مجموعة كبيرة من الدول العربية التي تستثمر بضخامة في ميدان نظام التعليم العالي والبحث العلمي. على أن ثمة الكثير من الخبيرات في مختلف فروع العلوم والمعارف، من أصول عربية، يعملن في النظام الجامعي العالمي، وبشكل خاص، في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وفي هذا المجال كشف التقرير السنوي لعام 2005، الذي شارك في إعداده مجموعة من الشخصيات العربية العاملة لدى منظمة الأممالمتحدة، تحت عنوان "المرأة العربية في مجال البحث العلمي" عن تقلد المرأة العربية لمسؤوليات كبيرة في المجتمعات العربية كمفتاح للتطور، كما يؤكد على حضور المرأة العربية في الدراسات العلمية في العالم. يبقى أن مسارهن من أجل الحصول على وظائف في منظمات بحث أصبح صعب المنال، رغم جدية مسارهن العلمي والمهني، كما يحدث في كل مكان، حيث تظهر سقوف بلورية تمنعهن من الحصول على وظائف في أعلى المراتب. لذا فمن الضروري إعطاءهن الفرص ورؤية أكثر لنجاحهن، وتشجيع الطالبات على اختيارهن للمهن العلمية. وقد أنشئت جائزة " أحمد باديب للتفوق العلمي للمرأة العربية ".. بقيمة عشرين ألف يورو، للاعتراف بهذا الجهد الخاص بالمرأة، وتشجيعا لاختيارها للبحث العلمي كهدف وجودي وعملي. وهي قد أسست لمدة عشر سنوات، انطلاقا من عام 2008، بفضل دعم وتشجيع رجل الأعمال السعودي الأستاذ أحمد باديب، لتكريم ومكافأة عالمة أو عالمتين عربيتين على نوعية وجودة بحثهن العلمي وفرادة مسارهن الشخصي والمهني.وتشمل هذه الجائزة كافة المجالات العلمية " من علوم بحتة وعلوم إنسانية ".. ولا يوجد أي تمييز للمكان الذي توجد به الجامعة، أو مؤسسة البحث العلمي، التي تشتغل في إطارها المرُشحة، أو المترشحة للجائزة.. هذا وقد تم تقاسم جائزة عام 2008 بين عالميتين فيزيائيتين، هما البروفسورة أسماء عبادة من جامعة باريس 11، والبرفسورة إلهام القرضاوي من جامعة قطر.