غمر الارتياح عدداً كبيراً من أهالي الطالبات من تصريح وزير الصحة د. عبدالله الربيعة من ان نسبة الوفيات من مرض انفلونزا الخنازير في المملكة متدنية وهي حوالي سبعة في الالف - وان نسبة الشفاء في المقابل عالية جداً تفوق 95% وتشفى الحالات دون الحاجة الى العلاج واقل من 5% يحتاجون الى المراجعة والمراقبة الدقيقة في المستشفى. هذا التصريح جاء بعد عودة الطالبات الى المدارس بعد العطلة الصيفية وسط حالة من الرعب والخوف والترقب من ايقاف الدراسة ووسط اجراءات وقائية واحترازية مكثفة اتخذتها الاجهزة الرسمية للتصدي لهذا المرض خصوصاً بعد اتخاذ اجراءات في بعض دول الخليج وتحديداً في البحرين والكويت وسلطنة عُمان. ماذا يقول أهالي الطالبات من استمرارية العودة والدراسة وعدم تأجيلها كما فعلت بعض دول الخليج التي أجلت الدراسة حوالي اربعة اشهر. تشير أم اشجان أم لاربعة بنات في المرحلة الابتدائية والمتوسطة في الحقيقة انا عندما قرأت الخبر في الصحف شعرت بصراحة بخوف شديد لدرجة انني لم ارسل بناتي الى المدرسة الابتدائية في الاسبوع الاول من الدراسة وحتى تأكدت من عدم اصابة بناتي بالمرض لدى اختلاطهن في الفصل مغ زميلاتهن وبعد التأكيد ان المدرسة تأخذ احتياطاتها اللازمة والوقائية لهذا المرض الخطير. الفصول المكدسة تساعد على الاصابة اما والدة سعاد وشيماء واشجان وهن طالبات في المرحلة الابتدائية تقول عن خوف الأهالي من ذهاب بناتهن الى المدارس: كثير من الاهل مازال الخوف يعتريهم رغم تصريحات وزير الصحة من عدم تضخيم الامر ومنع الابناء من ارتياد المدارس كما فعل الكثير منهم مع بداية العام الدراسي لكن في حقيقة الامر احب ان اوضح الاسباب التي دفعت اولياء الامور لمثل هذا التصرف وانا منهم هو تكدس اعداد الطالبات في المدراس الحكومية حيث نجد ان كل فصل قد يفوق عددهن الى 35 طالبة وهذا يعني نقص في الهوية وفرصة لزيادة الاصابة بانفلونزا الخنازير بسبب الزحام وكثرة الانفاس للطالبات في الفصل الواحد. اضيفي الى ذلك جهل بعض المسؤولات في المدراس الحكومية التي يكتظ فيها في الفصول وايضا جهل بعض المعلمات من تطبيق الوسائل الوقائة والاحترازية خلال بدء اليوم الدراسي وحتى نهايته، وكل تلك الاسباب دفعتنا لمنع بناتنا من الذهاب الى المدرسة واضطرارنا بعد اسبوع واحد للتراجع عن ذلك خوفا من ان يفوتهن الكثير من الشهر الأول من الدراسة. الخوف رغم طمأنة الأهالي بالرغم من ان تصريح وزير الصحة ساهم في طمأنة العديد من اهالي الطالبات في قلة الاصابة بمرض انفلونزا الخنازير إلا ان هناك شريحة كبيرة ما زالت في حالة هلع وخوف من ان يفتك هذا المرض ببناتهن خلال تواجدهن في المدارس خاصة بعد تصريحات بعض الصحف من اصابة عدد من الطلبة به وهم في المدارس. والكلام على لسان احد أولياء أمور الطالبتين منى وعلية الذي مازال الخوف يسكن داخله من اصابة ابنتيه بهذا الفيروس خلال تواجدهما في المدرسة والسبب كما يقول ابو عابد: معروف ان المدرسة الواحدة تضم عددا كبيرا من الطالبات من مختلف الجنسيات والبلدان والمرض بطبعه من اغراضه انه ينتقل في أجواء الزحام والجو الحار وبذلك يسهل نقله بمنتهى السهولة، لذا فإني كل صباح ادعو الله سبحانه وتعالى ان يساعد حكومتنا على القضاء على هذا المرض قبل ان يفتك بفلذات أكبادنا الصغار بإذن الله. * أب آخر أكد انه منع ابناءه عموما (بنينا وبنات) من الذهاب الى المدرسة في الاسبوعين الأولين بسبب هذا المرض لحين الاطمئنان من خلو مدارسهم من هذا الوباء المعدي القاتل. واضاف عائض الحربي والذي له خمسة من الابناء في مدارس البنات والبنين وفي الروضة: رغم التصريحات بعدم الخوف منه إلا ان الخوف من اصابة احد بناتي بهذا الفيروس القاتل وارد 100% خاصة بعد ان سمعنا عن اصابات في المدارس وهذا ما يجعلني اتخوف وأحاول قدر المستطاع طمأنة بناتي بأنه مرض لا خوف منه وانه فيروس بالامكان القضاء عليه بالعلاج والوقاية. مدارس الصغار تعاني الخسارة وفي جولة داخل بعض مدارس الاطفال عبرت بعض مديرات المدارس خاصة الاهلية عن خسارتهن في اعداد التسجيل للطلبة والطالبات في هذا العام، تقول إحدى المديرات في مدرسة الروضة الاهلية بجدة: بلا شك ان هذا المرض ساهم في ارتفاع الخسارة التي نعاني منها فمنذ ظهور هذا المرض ودخول العام الدراسي الجديد عزفت الكثير من الأسر السعودية والمقيمة من تسجيل ابنائهم وبناتهم الصغار في مدارس الروضة خوفا من الاصابة بانفلونزا الخنازير مما أدى الى انخفاض الدخل العام لأي مدرسة اهلية والتي منها مدرستنا، كما ان العدد القلل والمسجلين فيه من الاطفال جعلنا نفكر في اغلاق المدرسة في الفترة الاولى لعلنا بذلك نقلل من خسارتنا ولحين انتهاء الازمة المرضية هذه. وبنفس الحزن للخسارة التي لحقت بمدرستها تقول إحدى صاحبات ومالكات إحدى المدارس الابتدائية والروضة الاهلية حول هذا الموضوع: حتى الآن خسرت من بداية الدراسة وحتى الآن قرابة 50 ألف ريال هي خسارتي لرواتب المدرسات والسائقين والعاملات المستخدمات بسبب خلو المدرسة تقريبا من الاطفال والطالبات المسجلات هذا العام، فالصرف للرواتب لهؤلاء وفي المقابل قلة المسجلات في المدرسة رفع من خسارتي الأمر الذي دفعني للاستغناء عن بعض المعلمات والسائقين والباصات لحين الانتهاء من هذه الأزمة والتي أتمنى ان تنتهي قريبا لأعوض خسارتي في "التيرم الثاني" من الدراسة بإذن الله.