ينتشر الشاي على مستوى العالم، ويُعتقد أن الشاي قد عرف منذ أكثر من 5000 عام . والجزء الذي يتم استخدامه لإنتاج الشاي هو الأوراق الطرفية في الفروع الموجودة على الأشجار . ويُزرع الشاي في الهند، وسيريلانكا، وشرق إفريقيا وكذلك في كل من موريشيوس، والصين، واليابان . ومن بين الاساطير التي تدور حول أهمية الشاي أسطورة الإمبراطور الصيني شين ننج الذي كان يعيش عام 2700 قبل الميلاد، حيث ي ُحكى أن هذا الإمبراطور لم يلاحظ أن بعض أوراق الشاي قد سقطت من الشجرة في الإناء أثناء غليّ قدر من المياه لتسكين آلام المعدة نتيجة الإفراط في تناول الطعام وقت العشاء . وبعدما تناول الإمبراطور هذا الشراب وجد أنه ليس فقط ذا طعم لذيذ ولكنه أدى أيضاً تلقائياً إلى اختفاء آلام المعدة التي كان يعاني منها، وقد أوضح هذا ولأول مرة النتائج الصحية المفيدة للشاي ويعتبر الشاي من المشروبات التي تزيد من صحة وحيوية الفرد خاصة فالغذاء الصحي لا يركز فقط على كمية ونوعية الاطعمة ولكن يركز ايضا على المتناول من المشروبات . يُعد المصدر الثاني للسوائل بعد المياه حيث يحتاج الرجل البالغ إلى تناول حوالي 3,7 لتر والمرأة البالغة حوالي 2.7 لتر من المياه يومياً لقيام الجسم بالوظائف الحيوية المختلفة . ويمد مشروب الشاي الإنسان بالسوائل دون إضافة سعرات حرارية للجسم، حيث لا يحتوي الشاي على سعرات حرارية في حالة عدم إضافة الحليب أو سكر المائدة للشاي، بعكس المشروبات الغازية والشرابات الأخرى التي تحتوي على سعرات حرارية سكريات مما يؤدي الإفراط في تناولها إلى زيادة الوزن والسمنة التي تعتبر أهم المشكلات الصحية في المملكة العربية السعودية، حيث تعتبر البوابة الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة غير المعدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري من النوع الثاني، وبعض أمراض السرطان . وتشير التقديرات الى ان استهلاك المملكة العربية السعودية من الشاي حوالي 7 مليارات كوب شاي سنويا اي بما يعادل 9 ملايين كوب يومياً . وقد أثبتت الدراسات والأبحاث العلميةاحتواء مشروب الشاي على مضادات الأكسدة التي تمثل نوعاً من الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض السرطان . كما يحتوي الشاي على بعض المواد التي تحسن من وظائف المخ بالإضافة إلى مواد تمثل نوعاً من الوقاية ضد الميكروبات المعدية والالتهابات، ويحتوي على مواد قابضة لصحة الفم، وعلى عنصر الفلوريد لوقاية الأسنان . ومن الخصائص التي تتفرد بها اوراق الشاي أنها تحتوي على عدة أنواع ذات أهمية من عديد الفينول والذي يُسمى الفلافونويدات وهذه المادة الأخيرة هي مجموعة شائعة ومعروفة وتوجد أيضاً بوفرة في غذاء الإنسان . ومن المحتمل أن هذه المواد تطورت لتقي النباتات من الحشرات والأمراض . كما يحتوي الشاي على مادة الثيانين Theanine وهي عبارة عن حمض أميني غير بروتيني يوجد طبيعياً في أوراق الشاي في حين يندر وجوده في الأطعمة الأخرى، ويحتوي الكوب الواحد من الشاي على ما بين 14 إلى 18 مليغراماً من الثيانين . وهذا الحامض الأميني له القدرة على العبور من خلال الحواجز الدموية المخية ويحسن من وظائف المخ، حيث يخفض من نسبة القلق والتوتر وظهور حالة من الاسترخاء مع زيادة التركيز . وهذه النتائج المثيرة تظهر مجالاً جديداً أمام علماء التغذية وعلم النفس، فقد وُجد أن تناول الأشخاص الأصحاء من 250 - 50 مليغراما من الثيانين يظهر بعد 30 دقيقة من التناول زيادة في الموجات المخية من النوع ألفا المرتبطة بعملية الارتخاء مع Tryptophan زيادة القدرة على التركيز دون حدوث النعاس . وبالرغم من عدم معرفة آلية هذا التأثير حتى الآن، إلا أن العلماء يعتقدون بأن الثيانين يزيد من تركيز بعض النواقل العصبية التي لها دور في القدرة على الفهم وتحسين المزاج، فزيادة التربتوفان في المخ، وهو أحد الأحماض الأمينية المصنعة للناقل العصبي السيروتونين، مهمةٌ في تنظيم النوم والشهية للأكل، والقدرة على الفهم والشعور بالسعادة والنشاط، كما قد يزيد الثيانين من مستوى الدوبامين وهي أحد النواقل العصبية التي تلعب دوراً في الشعور بالسعادة . كما يعمل الثيانين على تضاد تأثير الكافيين المنبه للجهاز العصبي مما يظهر التأثير المهدئ وبالتالي يحسن من نوعية النوم . كما دلت بعض نتائج الأبحاث الأولية التأثير المضاد لإرتفاع ضغط الدم . وقد اظهرت بعض الأبحاث الحديثة زيادة فعالية الثيانين في الاستجابة المناعية ضد الأمراض الميكروبية المعدية . كذلك يُعتقد أن للثيانين دور في تصنيع بعض مضادات الأكسدة الموجودة بالشاي وهذا يمُثل نوعاً من الوقاية ضد بعض أنواع السرطان .