قررت الوكالة الدولية لمكافحة العمى منح جائزة الشراكة العالمية لمكافحة العمي Global Partnership Award وجائزة الإنجاز الإقليمي Regional Achievement Award للمملكة العربية السعودية عرفانا من المجتمع الدولي بجهودها ودورها الكبير بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله في دعم برامج مكافحة الإعاقة البصرية ودعم قرارات منظمة الصحة العالمية في مجال مكافحة العمى وللدور الرائد الذي قام به معالي وزير الصحة خلال السنوات الماضية . وكلتا الجائزتين العالميتين تمنحان للمملكة العربية السعودية للمرة الأولى في هذا المجال . وسيتسلم معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع الجائزتين في الحفل العالمي لافتتاح اجتماع الجمعية العمومية الثامن للوكالة الدولية لمكافحة العمى في الارجنتين في / 8 / 24 1429ه الموافق / 8 / 25 2008م . وأوضح معالي وزر الصحة أن حصول المملكة العربية السعودية على هذا التقدير الدولي ما كان ليتم إلا بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بالدعم السخي والتوجيهات السامية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز لهذه المبادرات الإنسانية التي تتناغم مع الرسالة السامية النبيلة التي تضطلع بها مملكة الإنسانية لخدمة البشرية جمعاء . وأكد في تصريح بهذ المناسبة أن دور وزارة الصحة يتكامل ويتسق مع الدور البارز والحيوي المهم والدور المحوري والجهود الحثيثة والمكثفة في هذا الشأن التي قام ويقوم بها صاحب السمو الملكي الأميرعبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز رئيس إقليم شرق المتوسط للوكالة الدولية لمكافحة العمى في دعم مكافحة العمى في إقليم شرق المتوسط حيث تكفل سموه بدعم التخطيط والتنفيذ لهذه الأنشطة في الإقليم وبدعم كامل لتكاليف وأنشطة المكتب الإقليمي لشرق المتوسط وهو الإقليم الوحيد الذي وقعت جميع دوله الأعضاء لتأييد مبادرة الرؤية 2020 واستكملت 86 في المائة من الدول خططها الوطنية وبدأ 60 في المائة من الدول بالتنفيذ . وأعرب مجلس وزراء الصحة العرب ومجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون ومدير عام المكتب التنفيذي الدكتور توفيق بن أحمد خوجه بهذه المناسبة عن سعادتهم البالغة معربين لمعالي الوزير عن أطيب التهاني والتبريكات على هذا الإنجاز العلمي الكبير للمملكة الذي يضاف إلى رصيد إنجازاتها في مختلف المجالات . وكان للمملكة دور قوي في طرح مبادرة الرؤية : 2020 الحق في الإبصار على الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية وبالتالي إقرار هذه المبادرة في عام 2003 م كما أنها أخذت على عاتقها استمرار الدعم لهذه المبادرة وذلك من خلال العمل على استصدار قرارات تنفيذها ، وقد نجحت المملكة وبدعم من الدول الصديقة في الحصول على تأييد لمقترحاتها بإعطاء جهود مكافحة العمى الأولوية في نشاط المنظمة ، وبإدراج مكافحة العمى والإعاقة البصرية في الخطة الإستراتيجية المتوسطة الأجل لعام 2008 م إلى 2013 م والميزانية البرمجية المقترحة لعام 2008 2009 م . كما عملت في اجتماع الجمعية العامة للصحة في دورتها الستين في عام 2006 م على إدراج مكافحة الإعاقة البصرية وبصورة واضحة وقوية ضمن الغرض الاستراتيجي الثالث للخطة الإستراتيجية متوسطة المدى لعام 2008 2013 م ، كما أنه تم في هذا العام تأييد مقترح المملكة بوضع خطة عمل منفصلة لأنشطة مكافحة العمى وتعمل حاليا منظمة الصحة العالمية على صياغة مسودتها وذلك تمهيدا لعرضها على المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في اجتماعه القادم في شهر يناير 2009 م تمهيدا لعرضه وإقراره في اجتماع الجمعية العامة للصحة في دورتها الحادية والستين التي ستعقد في شهر مايو 2009 م بجنيف . الجدير بالذكر أن مشكلة الإعاقات البصرية في إقليم شرق المتوسط من المشكلات المهمة التي بدأ تسليط الضوء عليها بشكل مكثف في السنوات الأخيرة حيث يوجد 3 ر 36 مليون شخص معاق بصريا في الإقليم ، و 3 ر 5 ملايين شخص كفيف ، و 15 مليون شخص مصاب بضعف البصر ، و 16 مليون شخص مصاب بعيوب انكسارية غير معالجة . ولقد حفزت هذه النسب إضافة إلى أن التدخل الطبي في مجال الإعاقة البصرية يعد من أنجح التدخلات الطبية وأكثرها فعالية مقارنة بالتكاليف كل ذلك حفز المملكة العربية السعودية على أخذ دور ريادي في المجال الدولي دعما لأنشطة مكافحة العمى . ويشكل العمى في العالم حقيقة مفزعة توضحها الأرقام والحقائق فبحسب آخر التقديرات يوجد 37 مليون فرد في العالم مصاب بالعمى 90 في المائة منهم يعيشون في الدول الفقيرة غير النامية من العالم , ويزيد عددهم ما بين مليون ومليوني فرد لكل سنه , و 75 في المائة من حالات العمى يمكن علاجها أو تفاديها . واشارت الدراسات إلى إمكانية وصول عدد المصابين بالعمى في عام 2020 م إلى 75 مليون فرد إذا لم يتم اتخاذ الخطوات الصحيحة لتفادي ذلك .