بعيداً عن التنظير وبكل شفافية اتضح وبشكل جلي مدى الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه إدارة نادي النصر بالتوقيع مع المدرب الأرجواني جورج داسيلفا وذلك استعجالاً منها لتدارك الأمور بعد رحيل الداهية باوزا وهي الآن مطالبة من قبل الجمهور النصراوي بتنفيذ القاعدة الفيزيائية ((لكل فعل ردة فعل معاكسة له في الاتجاه ومساوية له في القوة)) وذلك بالقيام بعكس العمل الذي قامت به وبدون أي تأخير إذا أرادت أن تنافس. والذي يلفت الانتباه هو رضا الإدارة النصراوية عليه ولا أعلم على ماذا كل هذا الرضا! مشاهدة الواقع والتحدث بالمنطق تقول في المواسم الماضية القريبة لا أحد ينكر خلو القائمة النصراوية من النجوم، ولا أحد يلوم المدرب على ما يقوم به من تكثيف الوسط وغلق المناطق الخلفية وذلك بسبب الإمكانات المتاحة له، بل يعتبر خروجه متعادلاً أمام الهلال والاتحاد انجازا والفوز أشبه بالمستحيل، ولكن هذا الموسم لا يمت للماضي بأي صلة إلا في شخصية مدربه (الجبان)، الذي يملك نجوما بحجم سعد الحارثي وريان بلال وخالد الزيلعي وسعود حمود ومحمد السهلاوي إضافة إلى شمشون وفيقاروا جميعهم يملكون النزعة الهجومية ومع ذلك يعتمد على مهاجم واحد مدعوم على استحياء بالأجنحة وجل تركيزه على المحاور والدفاع ومع ذلك لم ينجح، هل رأى التغير الذي طرأ على فريقه عندما زج بسعد الحارثي كمهاجم ثانٍ وأرسل حسين إلى الوسط وبرناوي ظهيرا أيسر؟ هل شاهد بأم عينه تبادل الهجمات مع الخصم بعد أن كان متقوقعا ومنكمشا في عقر داره؟ هل أيقن أنه دخل المباراة بتشكيلة خطأ؟ ومتى يعلم أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم؟ فرغم أن الجهاز الإداري جلس مع المدرب عدة جلسات بعد مباراة الشباب للحديث معه حول ما وقع فيه من أخطاء، فإن الغريب في الأمر أن يتكرر ما حدث أمام الشباب، وهذا النهج لا يكون إلا للأندية ذات الإمكانيات الضعيفة وعلى ما يبدو أنه سيسير على هذا النهج طوال الموسم. ضربة الجزاء التي سُجل عن طريقها هدف السبق للنصر هي رحمة من رب العالمين، وإلا شاهد الجمهور النصراوي ما لا يسره وما لن ينساه، ومما يدل على تخبط المدرب وعدم إلمامه بأبسط قواعد التدريب هو طريقة الانكماش النصراوي بعد تسجيل الهدف الأول حتى رأس الحربة تراجع! فهل يعقل أن يلعب طوال ال 86 دقيقة المتبقية بأسلوب دفاعي بحت وكأننا نشاهد المباراة في ثوانيها الأخيرة؟! أما من الناحية الأخرى فأرفع القبعة لكل شجاع حتى وان خسر وهذا هو ديدن من ينظر إلى القمة فاستخدام جميع الإمكانيات المتاحة، والهجوم الكاسح، وإرسال الكرات من كل حدب وصوب، وتبادل المراكز، والثقة في النفس، وتوظيف اللاعبين بالشكل الصحيح، وقراءته لمجريات المباراة ويتضح ذلك من خلال لعبه بمحور واحد من بداية المباراة وعندما زَج مدرب النصر بسعد الحارثي كمهاجم ثانٍ أدخل خالد عزيز كمحور ثانٍ لدرء الخطر ماذا تريد أكثر من ذلك، ما يعاب على لاعبي الهلال إضاعتهم للفرص السهلة وهذه لا حيلة له فيها إلا مطالبتهم بالتركيز. نقاط من الحدث لماذا الإصرار على بقاء عبدالله القرني على دكة البدلاء برغم حاجته الماسة فوجوده سيزيل مصائب صالح صديق وكوارث حمد الصقور. حسين عبدالغني وأحمد الفريدي لماذا الإصرار على وضع صورة سيئة في الديربي الجميل فعشمنا فيكم أكبر مما حدث. لا أحد يشكك في جماهيرية نادي النصر ولكن جمهوره في الرياض يصر على تخييب الآمال. من الظلم بقاء خالد الزيلعي على الدكة في ظل عدم تقديم الأساسي ما هو مطلوب حتى ولو كان اللاعب أجنبيا. دخل اللاعب عيسى المحياني المباراة أساسيّاً وخرج وهو لم يقدم شيئا يذكر، بينما محمد السهلاوي تألق وأبدع وسجل. أثبت حسين عبدالغني أنه صفقة ناجحة وعلى النقيض صالح صديق. ما زال الحظ العاثر ملازماً لياسر، وعلى النقيض أثبت الشلهوب أنه موهوب. اتضحت هيبة سعد الحارثي من خلال نصف الساعة التي شارك فيها، وكذلك اتضحت لياقته الضعيفة. استهل اللاعب عبده برناوي موسمه الجديد بمستوى رائع وهذا بفضل وجود البديل المنافس، ولكن البحري مازال نائما في سباته ويحتاج لنفس الحل. عودة موفقة للاعب أحمد الفريدي وأمامه مستقبل باهر ولكن يعاب عليه العصبية الزائدة. لا زال جمهور الهلال والنصر يتطلعون للفارق الذي سيقدمه الأجانب حديثي العهد وتأكيد تميزهم عن اللاعب السعودي. ما شاهدناه في لقاء الهلال من الجانب النصراوي رغم فشل المدرب إلا أنه يبشر بعودة فارس نجد إلى عهده الزاهر. صافرة حكم إذا استمر مهاجم الأهلي الأرجنتيني خافيير توليدو على ما هو عليه فسيكون علامة فارقة في أجانب هذا الموسم. كما هي عادته العميد يمارس هوايته على رغم الإقالات والاستقالات والمشاكل المتوالية إلا أنه يأبى الهوان والاستكانة. لم نطبق أيام الفيفا إلا هذا الموسم وسنجني سلبياته..لسوء الاحتراف لدينا. اختلفت كل الصحف في عدد فوز الناديين العريقين من خلال مباريات الديربي المقامة بينهما وهذا ما يجعل المتابع الرياضي يعيش في ضبابية الأهواء. نظرة الصحافة الرياضية إلى تعادل النصر والهلال بأنها خسارة للنصر منذ ستة مواسم في الدوري نظرة خطأ. العام المنصرم لوحظ على الحكم الدولي محمد فودة توقفه عند بعض لقطات المباراة التي تستوجب التوقف وتمريره لبعضها على أنها لا تقل عنها أهمية وحدث حولها جدل!وهذا الموسم يخالف الوقائع ويشكك في آراء زملائه. يقول في زاويته: (إن الأهداف ليست شرطاً على أفضلية المهاجم..بينما يعد المشاركة في بطولة عالمية إنجازا له)! مازال مدعي (الصراحة) يعطي حصص تعبير في الوطنية.