كان عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه فاتحة خير للرياضة وعشاقها حيث دخلت البلاد لأول مرة عام 1345ه، ثم تطورت من خلال بعض الفرق والمدارس التي ساهمت في انتشارها بين المواطنين حتى عام 1372ه وهو العام الذي شهد مرحلة التنظيمات الرسمية والاشراف الحكومي على النشاط الرياضي وذلك عندما انشئت ادارة الشؤون الرياضية بوزارة الداخلية والحقيقة انه لو لم يكن لدى الملك عبدالعزيز قناعة بأهمية الرياضة وفوائدها لما سمح للشباب السعودي بممارستها في ذلك الوقت مع العلم بأن الملك عبدالعزيز رحمه الله كان يمارس انواعا من الرياضة في ريعان شبابه، وعلى وجه الخصوص رياضة الفروسية وركوب الخيل والرماية وهي من الميزات والعوامل التي تفوق بها في مقارعة خصومه في المواقف والمواقع الحربية اثناء فتح الرياض وتأسيس المملكة. لقد كان عبدالعزيز فارسا مغوارا وراميا ماهرا والفروسية والرماية اصل الرياضة. لقد وضع جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز على كاهله اعادة تنظيم مجتمع شبه الجزيرة العربية والعودة به الى ما كان عليه في عصور الاسلام الأولى من ايمان عميق بمبادئه الإسلامية.. ووعي اجتماعي يقوم على أسس علمية ورياضية وثقافية.. وعلى مبدأ محاربة الثالوث البغيض "الجهل والفقر والمرض" ففي عام 1344ه - 1926م انتهى جلالته من فتوحاته الضاربة في جميع انحاء شبه الجزيرة وجعل من مدنها وقراها المترامية بلدا موحدا وشعبا واحدا تحت الراية الخفاقة راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.. ثم التفت جلالته الى بناء المجتمع السعودي ووضع لبنات كيانه النامي.. فطفق يبث في مجتمع الجيل الجديد روح الاخاء والمحبة وينشر بينهم حوافز البناء والعمل وينمي فيهم نوازع العلم والرياضة.. ففتح المدارس وفرض العلم وضم الرياضة مادة من مواد العلم المدرسي واعلن مجانيته واخذ التدفق الحيوي ينبض بين ابناء هذه المدارس بالمنطقة الغربية كأول منطقة تفتتح فيها المدارس وعن طريق هذه المدارس عرفت الرياضة البدنية. ولكن في عام 1345ه - 1927م استجاب مدير الأمن العام بمكةالمكرمة الى طلب رسمي مقدم من الجالية الاندونيسية القاطنة مكة بطلب مزاولة كرة القدم فأطلقوا اسماء مدنهم على مجاميعهم فنشأت فرق المنتو والفادن والكروى والبيما والفيرا.. فأضحت مكة اول مدينة في المملكة تمارس فيها كرة القدم وانفرد الجاويون بممارسة هذه اللعبة ثم تسلل اليهم بعض المواطنين .. في وقت اخذت المدارس في مكة تنشر الرياضة بين الشباب حتى سيطرت على كثير من الشباب فتضاعفت الاعداد وتكاثرت الى ان نشأ أول فريق سعودي في المملكة في مدينة جدة وهو فريق "الرياضي" الذي تأسس في عام 1346ه - 1928م من اعيان المدينة ووجهائها الذين منهم: محمد رضا وكان رئيسا للفريق، حسين نصيف، محمد حسن عواد، حمزة شحاته، يونس سلامة، عبدالعزيز جميل، حمزة فتيحي، عبداللطيف لنجاوي، محمود عارف، عبدالصمد نجيب ، محمد درويش، احمد زاهد، محمد جار، عمر نصيف، عيسى جمجوم، علي يماني، صالح سلامة. الرياضة في عهد الملك سعود - طيب الله ثراه لقد ترسم الملك سعود رحمه الله خطى والده من حيث مواصلة البناء التنموي والتطور في جميع المجالات ومنها المجال الرياضي الذي حظي باهتمام جلالته حيث تأسس في عهده الكثير من الاندية الرياضية وبدأت مرحلة جديدة من التنظيمات الأساسية للحركة الرياضية، وفي مقدمة تلك التنظيمات: البطولات والمسابقات الرسمية لكرة القدم على كأس جلالته وكأس سمو ولي العهد كما تأسس في عهده الاتحاد السعودي لكرة القدم وبعض الجمعيات الاشرافية على العاب القوى والسلة والطائرة والدراجات وكذلك اللجنة الرياضية العليا بوزارة المعارف ثم ادارة رعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية. وكدليل على اهتمام الملك سعود بالرياضة أنه أمر بتغيير مسمى النادي الأولمبي بالرياض واختار له الاسم الحالي "الهلال" وكان رحمه الله يرعى بعض المناسبات الرياضية ويشرفها بحضوره ومنها على سبيل المثال الدورة الرياضية العربية الثانية بلبنان عام 1377ه وقد شهدت تلك الدورة اول المشاركات الخارجية للرياضة السعودية. الرياضة في عهد الملك فيصل (رحمه الله) شهد عهد جلالة المرحوم الملك فيصل نهضة شاملة في جميع المرافق والقطاعات ومنها قطاع الشباب والرياضة الذي تم ادراجه ضمن خطط التنمية العامة للدولة. لقد اهتم الفيصل رحمه الله بالرياضة والرياضيين وكان يحرص على رعاية المباريات النهائية على كأس جلالته وغيرها من المناسبات الرياضية حيث أقيمت على شرفه أولى المسابقات للخيل عام 1388ه والهجن عام 1393ه وافتتح رحمه الله استاد الملز عام 1390ه، ودورة كأس الخليج الثانية ونادي الحرس الوطني عام 1392ه. وعلى المستوى الخارجي شرف بحضوره الحفل الختامي للدورة الرياضية العربية الرابعة التي اقيمت بالقاهرة عام 1385ه وكدليل ايضا على تشجيع الفيصل لأبنائه الرياضيين انه كان يطلق الألقاب على بعض نجوم الكرة السعودية ومنهم على سبيل المثال: حارس فريق الاتحاد تركي بافرط الذي أسماه (خط ماجينو) عام 1387ه واللاعب الكبير سعيد غراب الذي أسماه (العقاب) بدلا من الغراب عام 1391ه وكان رحمه الله صاحب فكرة أو اقتراح تغيير اسم نادي النسر بسيهات وهو (الخليج) حاليا. أما الانجازات الرياضية التي تحققت في عهد الملك فيصل فهي كثيرة وكبيرة ونذكر منها: * تشكيل المجلس الاعلى لرعاية الشباب برئاسة الامير فهد بن عبدالعزيز وتحويل ادارة رعاية الشباب الى رئاسة عامة برئاسة الامير فيصل بن فهد وذلك عام 1394ه وهو عام التحول والنقلة الحضارية في تاريخ الرياضة السعودية التي لن تنسى العهد الفيصلي بما وصلت إليه الآن من تقدم على المستوى العالمي. الرياضة في عهد الملك خالد (رحمه الله) رغم ان جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز كان يهوى رياضة القنص والصيد إلا انه اعطى الرياضة السعودية جزءا كبيرا من اهتمامه. لقد كان رحمه الله رغم مسؤولياته الكبيرة وظروفه الصحية يحرص على مشاركة ابنائه الرياضيين برعايته بعض المناسبات الرياضية الكبيرة ومنها المباريات النهائية على كأس جلالته وسباقات الخيل والهجن السنوية كما شرف بحضوره افتتاح دورة كأس الخليج الرابعة التي اقيمت في دولة قطر عام 1396ه وبالنسبة للانجازات التي تحققت في عهد جلالته فقد تأسست بعض الاتحادات الرياضية السعودية، وانطلقت رسميا بطولات الدوري الممتاز لكرة القدم والسلة والطائرة، كما بدأ العمل في بناء الكثير من المرافق والمنشآت الرياضية التي اعتمدت في خطة التنمية الثانية. وعلى المستوى الخارجي شهد عهد الملك خالد أولى المشاركات الرسمية للفرق الرياضية السعودية في الدورات والبطولات الدولية ومنها الدورات الآسيوية والأولمبية وبطولة كأس العالم لكرة القدم التي شارك المنتخب السعودي في تصفياتها التمهيدية لأول مرة عام 1397ه 1977م. الرياضة في عهد الملك فهد (رحمه الله) كل الحقائق الواضحة والماثلة أمام الجميع تقول ان الرياضة السعودية تقدمت وازدهرت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله الذي قدر اهميتها فشملها برعايته الكريمة ودعمه السخي ماديا ومعنويا ولا غرو في هذا اذا علمنا وعرفنا ان الملك فهد رجل تربوي من الدرجة الأولى، ولقد اكتسب حفظه الله هذه الميزة بحكم خبرته كوزير سابق للمعارف ورئاسته للمجلس الاعلى لرعاية الشباب حيث التصق بحياة الشباب وعايش ظروفهم وعرف شؤونهم وشجونهم ثم شملهم برعايته الأبوية وتوجيهاته الحكيمة التي اضاءت لهم طرق التقدم وسبل التفوق في شتى الميادين ومختلف المجالات الحياتية فأصبحوا ينعتون فخرا بجيل الفهد. لقد بدأ اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله بالرياضة منذ اكثر من ثلاثين عاما مضت وذلك حينما اقيم على شرفه وتحت رعايته اول سباق للدراجات في المملكة عام 1374ه ولهذا فإن رعايته حفظه الله للرياضة والرياضيين ليست وليدة عهده الحاضر بل هي اصالة تتزامن مع نبوغه المبكر في الحياة وتمرسه في الأمور التربوية والسياسية والاقتصادية والتي تعتبر من خصائص القيادة والزعامة المتفردة والمتمثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي اصبح رمزا شامخا للانجازات الحضارية التي حققتها المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات وعلى كل المستويات. الرياضة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لقد عرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حبه واهتمامه برياضة الفروسية، ومن أجل ترسيخ حب هذه الرياضة العربية الاصيلة في نفوس الشباب السعودي فقد بادر حفظه الله بإنشاء نادي الفروسية بالرياض عام 1385ه. والى جانب رياضة الفروسية يهتم الملك عبدالله حفظه الله ايضا بالالعاب الرياضية عموما ويشجع الشباب السعودي على ممارستها حيث تولى حفظه الله منصب نائب رئيس المجلس الاعلى لرعاية الشباب في العام 1403ه. ولقد اصدر حفظه الله امرا في 1 4 1391ه بانشاء النادي الرياضي لمنسوبي الحرس الوطني ليمارسوا فيه مختلف الهوايات والالعاب الرياضية. وقد اصبحت الرياضة في الحرس الوطني تشكل واجهة مشرقة للشباب المتفوق حيث تشارك الفرق الرياضية التابعة لوحدات الحرس الوطني في الكثير من المناسبات الرياضية بالداخل والخارج.