تحليل علي العكاسي تصوير : عبدالمنعم عبدالله .. كان بالامكان افضل بكثير مما كان.. هذا هو العنوان الذي ينطبق على ما آلت اليه نتيجة لقاء الاياب الذي جمع الاخضر بنظيره البحريني مساء امس على درة الملاعب بالعاصمة الرياض والذي انتهى بالتعادل الايجابي بهدفين لمثلهما ليتأهل المنتخب البحريني للمرحلة الثانية من الملحق الاسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا ويتوقف مشوار الأخضر في التصفيات عند هذه المحطة. تفوق نجوم منتخبنا في شوط المباراة الاول ودانت لهم السيطرة الميدانية واهدروا اكثر من فرصة قبل ان يتمكن ناصر الشمراني من تسجيل هدف السبق عند الدقيقة الثانية عشرة، وكان المتوقع وفقاً لسير المباراة ان يعزز منتخبنا هذا الهدف من خلال الفرص المواتية التي سنحت للمهاجمين خاصة ياسر القحطاني الذي لم يكن في مستواه المعروف، ورغم امتلاك الاخضر لزمام الامور إلا ان المنتخب البحريني ومن هجمة مرتدة سريعة تمكن من تسجيل هدف التعادل عن طريق لاعبه جيسي جون في الدقيقة (41). وفي الشوط الثاني اعاد حمد المنتشري البسمة على شفاه جماهير الاخضر بهدف التقدم على المنتخب البحريني في الدقيقة (90) الا ان المستديرة اثبتت انها مجنونة حيث تمكن المنتخب البحريني مرى اخرى من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع ليحصد بطاقة التأهل للمرحلة الثانية من الملحق الاسيوي ويغيب الاخضر عن نهائيات كأس العالم لأول مرة بعد مشاركته الرابعة في النهائيات التي استضافتها المانيا عام 2006م. الشوط الأول استطاع صقورنا الخضر في مستهل هذا الحدث الكبير تحريك الجبهة اليسرى عن طريق حسين عبدالغني الذي استفاد من خطأ موقوت على رأس ال(18) البحرينية يتصدى لتنفيذه محمد نور ولكن الكرة تعبر القوائم الحمراء الى خارج الميدان. ومن انطلاقة جانبية لناصر الشمراني من الجبهة اليمنى تصل الكرة لياسر القحطاني الذي اهدرها بطريقة عشوائية ومتسارعة عند الدقيقة الخامسة. وواصل الخط الهجومي الاخضر حضوره الميداني وتألقه من خلال تبادل المراكز في المواقع الامامية بين الشمراني والقحطاني وسط امدادات طولية وعرضية من محمد نور وتيسير الجاسم وكريري وعبدالغني.. شكلت خطورتها الصريحة على مرمى المنتخب البحريني. الشمراني والهدف الأول وفي الدقيقة (الثانية عشرة) استطاع المتألق ناصر الشمراني هز الشباك البحرينية عقب ان ابدع ياسر القحطاني في تمرير الكرة من وسط الميدان البحريني لمحمد نور الذي جهزها بدوره للشمراني داخل الصندوق البحريني. في المقابل جنح الطاقم الاحمر الى تعاطي الكرات السريعة والخاطفة والاعتماد على التسديدات المباشرة من مختلف الاتجاهات والتي واكبتها العشوائية وانعدام التركيز في ظل الرغبة المحمومة للوصول لمرمى وليد عبدالله واللحاق بالتعديل النتائجي المبكر. ورغم هذه المحاولات البحرينية اليائسة.. الا ان الكتيبة الخضراء وخصوصا في منطقة العمليات وبمساندة ظهيري الجنبين استطاعت ان تزرع السيطرة الميدانية والصريحة ومن ثم تسجيل القدرة على تفكيك التكثيف الدفاعي الاحمر واهدر المهاجمون اكثر من فرصة محققة. وعاود ا لمنتخب البحريني الى الاندفاعات الهجومية وتحريك بنائياته الامامية من خلال الغزو من العمق والاطراف بقيادة حسين علي وعلاء حبيل وسلمان عيسى وفوزي عايش وشكلت تلك المحاولات خطورة على مرمى وليد عبدالله والذي سانده في انقاذ مرماه تجليات الدفاع الاخضر وقدرته الواضحة على الانضباط والهدوء وسرعة التخليص المباشر للكرات العرضية والعالية على وجه التحديد. هدف التعادل للبحرين وفي الدقيقة (41) تمكن المنتخب البحريني من احراز هدف التعادل عن طريق مهاجمه جيسي جون الذي استثمر كرة عرضية زاحفة من الجبهة اليمنى وضعها بكل هدوء على يمين وليد عبدالله وسط صمت وذهول من الخط الدفاعي الاخضر. وبهكذا تراخ وغياب دفاعي في آخر دقائق هذه الحصة تذهب نتيجة احداث هذا الشوط الى التعادل الايجابي بين المنتخبين بواقع هدف لكل منهما. الشوط الثاني هبط الفريقان الى ارض الملعب بنفس الاسماء والمعطيات الميدانية وظهرت في بدايات هذا الشوط رغبة الصقور الخضر في احداث نقلة نتائجية مبكرة اتضحت مسيرتها عبر السيطرة والاندفاع الهجومي الضاغط عن طريق العمق والاطراف.. في ظل شيء من التراجع الدفاعي البحريني وتكريس احكاماته الرقابية الفردية والتي حدت كثيرا من تحركات القحطاني والشمراني والمساندة المنتظرة لظهيري الجانبين ومنطقة الوسط من اجل تفكيك هذا التكثيف الدفاعي الاحمر والذي نجح في افشال هجمات الاخضر المتواترة على مرمى الجعفري. وتدخل البرتغالي بيسيرو في معطياته الفنية بخروج عبداللطيف الغنام ودخول احمد عطيف وذلك رغبة في تنشيط وتعزيز خط الوسط الذي مال الى التراجع والعشوائية في امداد هذا خط المقدمة.. كما عزز خط الهجوم بمالك معاذ كبديل لتيسير الجاسم وتحريك معطياته الادائية بطريقة هجومية اعتمدت على اسلوب 4- 3 - 3. ومع هذا التغيير استطاع وليد عبدالله انقاذ مرماه عند الدقيقة (79) من هدف بحريني محقق والذي كاد ان يحسم اللقاء لمصلحة المنتخب البحريني. واجرى مدرب منتخبنا الوطني تغييره الاجباري بدخول حسن معاذ بديلا للمصاب عبدالله شهيل عند الدقيقة (81). وواصل الخط الدفاعي البحريني ابداعاته وحضوره وتألقه في التصدي لكل المحاولات والاندفاعات الهجومية الخضراء ونجح بكل اقتدار في تطويع حالات الشد والاستنفار والاعصاب لمصلحته.. ومع مجريات العشر الدقائق الأخيرة من تفاصيل هذا الحدث الساخن والكبير.. مارس منتخبنا الوطني سيطرته الادائية وتكريس ضغوطه الهجومية على المرمى البحريني وبلغت المحاولات الخضراء ذروتها.. ولم يستسلم الصقور لهذا التألق الدفاعي البحريني. الهدف السعودي الثاني واستطاع حمد المنتشري عند الدقيقة التسعين من احراز الهدف الثاني لمنتخبنا من كرة رأسية استقرت في الشباك الخضراء.. غير ان الفرحة لم تستمر طويلا حيث تمكن المنتخب البحريني من ادراك التعادل مرة اخرى من ضربة ركنية في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع ليجهز على الامنيات والطموحات الخضراء ويحرم الصقور من فرصة مواجهة المنتنخب النيوزيلندي عبر مسيرة هذا الملحق ليتأهل المنتخب البحريني للقاءين الفاصلين امام نظيره النيوزيلندي.