تزداد معاناة الفلسطينيين في غزة يومًا بعد آخر تحت حصار مشدد بلغ حافة الكارثة الإنسانية، وسط تجويع متعمد للأطفال ونفاد للإمدادات الطبية وتفاقم للأمراض بفعل تراكم النفايات، في وقت لا تجد فيه الدعوات لإنهاء المأساة آذانًا مصغية. قال مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، إن أطفال غزة يتضورون جوعًا نتيجة سياسة التجويع المتعمدة التي تنتهجها "إسرائيل"، موضحًا أن معابر القطاع مغلقة منذ الثاني من مارس الماضي، مما يحرم السكان من الغذاء والأساسيات الضرورية. وأكد لازاريني أن الحصار الإسرائيلي المشدد يوشك على دخول شهره الثاني، محذرًا من أن استمرار منع الإمدادات هو "تجويع من صنع الإنسان وبدوافع سياسية". في السياق ذاته، أطلق مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تحذيرًا من قرب نفاد الإمدادات الطبية في غزة، موضحًا أن 16 شاحنة محمّلة بالأدوية والمستلزمات تنتظر السماح لها بالدخول. وأشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي أعلن سابقًا نفاد مخزونه الغذائي بالكامل داخل القطاع، رغم وجود مساعدات تكفي لإطعام مليون شخص لمدة أربعة أشهر متوقفة عند المعابر المغلقة، معتبرا أن القطاع وصل إلى "لحظة عصيبة وقاتمة"، داعيًا إلى إنهاء الحصار فورًا لإنقاذ الأرواح. ومع تفاقم الأوضاع الصحية، أكدت الأونروا أن الحرب الدائرة أدت إلى تراكم كميات ضخمة من النفايات، مما ساهم في انتشار الأمراض، لا سيما وسط مئات الآلاف من النازحين. وأوضحت أن فرقها تواصل، رغم الصعوبات الهائلة، جهود جمع النفايات الصلبة وتنظيف شبكات الصرف الصحي، مشيرة إلى أن أكثر من 23 ألف نازح استفادوا مؤخرًا من هذه الخدمات المحدودة. ويعيش سكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، تحت وطأة حصار خانق أدى إلى توقف شبه كامل للمساعدات الإنسانية، مما يهدد بانهيار شامل للوضعين الغذائي والصحي في القطاع المنكوب.