تظل إبداعات الشاعر الملهم والأديب الأريب الدكتور: عبدالله محمد صالح باشراحيل، سحائب ثريّة بالإلهام، والأحاسيس والمشاعر الإنسانية، فقد أهدى إليّ قبل أيام عملين جديدين (وخير الهدايا الكتب): الأول : ديوان شعر بعنوان (قرابين الوداع) ويقع في (424) صفحة من القطع الكبير، ويحتوي على (414) قصيدة متعددة الأغراض الإبداعية، اختار منها قصيدة بعنوان: من لطائف الطائف، مصيف المملكة الأول وعروس المصايف العربية الطائف المأنوس ص (372): هذي روابي الشفا بالغيث تنهمرُ و(الطائف) ازداد حسناً زانه الشجرُ مدينة الحب والأحباب من زمن منذ الشباب وبعد الشيب تدّكرُ فكم لنا فيه من أنسٍ ومن وله كأنه جنة في الأرض تزّدهرُ وكم طعمنا جنى أثماره زمناً من خيره التين والرمان والثمرُ الطائف الأنس والإنسان مرتقياً وفيه كل فنون الأرض تبتدرُ مدينة الغيم ما أحلاك وادعة وقد توشحت حسناً كله صورُ والثاني/ كتاب نثر بعنوان (صدى العصر) ويقع في (265) من القطع الكبير تضمن أجمل الخواطر الفكرية في شؤون الحياة والناس، بأسلوب أدبي جاذب ومعبر، منها قوله (ص233) : ((عندما تكون النوايا خالصة لله ولم تسع بضر أحدٍ وتكون أنت الصابر على ملمات الزمان فأنت في سعادة دائمة، مهما ضاقت عليك الأمور فإن الله سيكون معك ولن يضيمك أو يخذلك فاتخذ إليه سبيلاً)). ويُعدّ الشاعر د. عبدالله باشراحيل في طليعة شعراء المملكة وأدبائها البارزين والعالم العربي، صدر له (26) ديواناً ترجم بعضها إلى لغات أجنبية، وستة كتب نثرية، وكرم محلياً وعالمياً، لما يتمتع به من مكانة شاعرية وأدبية، أهلته لذلك، شارك في العديد من الأمسيات الشعرية واللقاءات الأدبية والثقافية محلياً وخارجياً ، وحصد من الجوائز المحلية والعالمية ما يعجز القلم حصره ولا تتسع له مساحة النشر. وحسبنا أن سيرته العطرة والثرية بالإنجازات في خدمة أمته ووطنه وقيادته خلال مسيرته الطويلة المشرفة، شاهدة على ذلك محلياً وعالمياً. خاتمة: وأختم هذه القراءة الوجيزة بإحدى (خماسيات) الديوان المعنونة ب (وغير الله لا تسأل) ص 324 النابضة بالحكمة، وبما يوجب التوكل على الله في أمور الدنيا والدين: غير الذي سوَّاكَ لا لا تسأل فهو الكريمُ بفضلِهِ لا يبخلُ من قَدَّرَ الأرزاق يرزقُ خلقَهُ إنَّ الغنيَّ اللهُ دوماً يبذلُ لا تشتكي فقراً ولا ضيقاً ولا هماً أيشكو رَبَّهُ المُتكَفّلُ؟ رَبٌ عظيمٌ لو يضيق بخلقهِ ما كان يُنعِمُ بالعطاءِ ويُجزِلُ كلُ العقولِ تحيَّرتْ في مُلكِهِ ملكُ المُلُوكِ ووحده المُتَفَضِّلُ