تشكِّل الأمراض التى تنتقل بممارسة الجنس، أزمة صحية كبيرة في أمريكا، إذ أشار 0خر تقرير صدر عن مركز ضبط ومنع الأمراض الصادر عام 2022، إلى تشّخيص مليونين ونصف مريض بالزهري، أو السيلان، أوداء المتدثرة الحثرية (chlamydia ) خلال ذلك العام. و قد أشار تقرير آخر إلى أن نصف هذه الحالات حدثت مع مرضى أعمارهم بين الخامسة عشر والرابعة و العشرين. و أوضحت التقارير أن مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وهو مرض ينتقل عن طريق الجنس، يكثر حدوثه عند ممارسة الشذوذ الجنسي بين الذكور، نسبة حدوثه عند هؤلاء الشواذ يصل إلى واحد من كل ستة شواذ ، بينما يحدث عند واحد من كل خمسمائة و أربع و عشرين بين غير الشواذ من الرجال، و نسبة حدوثها عند النساء اللواتي لا يمارسن شذوذاً جنسياً، واحدة من كل مائتين وخمسين، أى أن الإنحراف سبب رئيس للمرض. عدد حالات مرض السيلان التي شًخصت في أمريكا عام 2022، بلغ ستمائة و ثمان و أربعين ألفاً، و احتمال إصابة الرجال الشواذ جنسيا تصل إلى إثنين و أربعين ضعفاً مقارنة بغير الشواذ. إحدى مشكلات السيلان، هو إمكانية إصابة حديثى الولادة نقلاً عن أمهاتهم، و تظهر الاصابة في البداية على شكل التهاب في ملتحمة العين، و إذا لم يتم العلاج، قد يتطور الأمر إلى تمزق في كرة العين ثم العمى، و قد ينتقل إلى أجزاء أخري من الجسم، مسبِّباً التهاب السحايا و الصدمة الإنتانية. الإصابة بالفيروس الحليمي البشري، تشكِّل المرض الجنسي الأكثر شيوعا في أمريكا، إذ بلغ عدد المصابين فيه عام 2022 ثمان وسبعين مليوناً، و تظهر الإصابة في بعض الأحيان على شكل ث0ليل في المنطقة التناسلية و العجان، وأحياناً حول فتحة الشرج، وفي الفم، والبلعوم، و نسبة كبيرة منها تنتقل بالممارسات الجنسية الطبيعية و المنحرفة، و بعض أنواعها، خاصة تلك التى تحمل رقم 16 أو رقم 18 تسبِّب سرطان عنق الرحم في المرأة، و سرطان الشرج والفم والبلعوم في الجنسين. و في السنوات الأخيرة، لوحظ زيادة حالات سرطان الفم و البلعوم ذات العلاقة بالفيروس الحليمي البشري، على حالات سرطان عنق الرحم التي يسبِّبها نفس الفيروس. عدد حالات مرض الزهري التي شُخّصت في أمريكا عام 2022، بلغت مائتين وسبعة آلاف حالة، بزيادة عشرين في المائة عن العام الذي سبق، و هو من أخطر الأمراض، وإذا أًُهمل علاجه، فإنه يتطور إلى المرحلة الثالثة، التى تصيب الجهاز الوعائي، وخاصة الشريان الأبهر الصدري، و تصيب الجهاز العصبى. في نفس السنة تم تشخيص ثلاثة آلاف و سبعمائة حالة من الزهري الخلقي. مهّما توافرت العلاجات، و تكثَّفت المراقبة، فإن الإنحرافات الجنسية، و الإنفلات الجنسى، سيظلان يعيدان إنتاج هذه الأمراض الخطيرة، و كما تشقى البشرية إجتماعيا بها، فإنها سبب مهم للشقاء النفسي، و الصحي. أعاذنا الله من ذلك.