تمثل الأمراض التناسلية مجموعة من الأمراض التي تستهدف عمر الإنسان. ورغم أن بعض أنواعها غير قاتل، لكن يصاحبه متاعب يعاني منها الناس في شبابهم وفي كهولته ونظراً لحدوث المضاعفات بعد زمن الشباب، فالتوعية لمثل هذه الأمراض تستحق أن تكون لها الأولوية، إذ إن معرفة الشباب بأخطارها سوف يقيهم دون شك من هذه الأمراض ومضاعفاتها. وهذا ما دفعنا إلى القيام بعرض هذا الملف عن السيلان بصورة مبسطة تجذب القارئ، وللإجابة عن الكثير من التساؤلات التقينا الدكتور صفوان قطمة استشاري المسالك البولية والتناسلية وأمراض الذكورة والعقم بالمركز. مرض السيلان * د.صفوان ما مرض السيلان؟ وما المنطقة الأكثر عرضة للإصابة؟ - إن مرض السيلان هو التهاب في الأعضاء التناسلية في الرجال والنساء وخاصة في الأجزاء الرطبة منها، وأكثر منطقة عرضة للإصابة هي الجزء الداخلي من القضيب عند الرجال، وتبدأ الإصابة عند النساء في عنق الرحم وهو أيضا مرض خمجي (عدوى) تناسلي حاد يصيب الذكور والإناث في الأغشية المخاطية التي تغلف الإحليل أو عنق الرحم أو المستقيم أو البلعوم أو العينين وقد يؤدي إلى حدوث تجرثم الدم septicemia. *ما السبب الرئيسي لهذا المرض وطرق انتشاره؟ - تعتبر بكتيريا نيسيريا قونوريا العامل المسبب لمرض السيلان وهي يمكن كشفها في الإفرازات (النز) باللطاخة المباشرة أو بعد الزرع culture، وينتشر هذا المرض عادة بالاتصال الجنسي، وتكون النساء عادة حاملات للميكروب بدون أعراض لعدة أسابيع أو أشهر وتكشف عادة بعد كشف المخالطة الجنسية. وتكون العدوى بدون عرض أيضا في البلعوم والمستقيم عند الشواذ جنسياً, أما السيلان الذي يحدث عند الفتيات قبل البلوغ فيكون بسبب البالغين عادة عن طريق الاعتداء الجنسي أو نادرا عن طريق العدوى، وهو مرض جنسي خطير ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي المباشر مع شخص مصاب. الأعراض * أعراض هذا المرض تكون بين الجنسين كيف توضح ذلك؟ وأجاب د.قطمة: إن فترة حضانة المرض عند الرجال من 2 إلى 14 يوماً. ويبدأ عادة على شكل انزعاج خفيف في الإحليل ويليه بعد ساعات قليلة حدوث حرقان عند التبول مع صعوبة في التبول مع إفراز قيحي أصفر مخضر، ثم يحدث تكرر التبول والإلحاح البولي مع انتشار المرض إلى الإحليل الخلفي وأما عند النساء تكون فترة الحضانة من 7 إلى 21 يوما بعد العدوى وتكون الأعراض عادة طفيفة، ولكن قد يكون بدء الأعراض شديدا بحدوث حرقان عند التبول والإلحاح البولي وإفرازات مهبلية. أكثر المواضع إصابة هي عنق الرحم والأعضاء التناسلية الداخلية ويليها الإحليل والمستقيم وقنوات سكين وغدد بارثولين (الغدد المحيطة بالمهبل) وقد يخرج القيح من الإحليل عند الضغط على منطقة العانة ويعتبر التهاب قنوات فالوب من المضاعفات الشائعة للعدوى، كما أنه قد يصيب عيون الأطفال عند الولادة وذلك عن طريق العدوى من الأم مما يؤدي إلى فقدان البصر إذا لم يتم معالجته سريعاً، وفي الجنسين إصابة المستقيم بالسيلان تكون شائعة عند النساء واللوطيين، وعادة تكون بدون أعراض، ولكن قد يحدث انزعاج حول الشرج مع نزول القيح من المستقيم وأيضا يعتبر إصابة البلعوم بالميكروب بسبب الاتصال الجنسي الفموي وتزداد مشاهدته حديثا، وعادة يكون بدون أعراض ولكن قد يحدث عند بعض المرضى التهاب في الحلق وصعوبة عند البلع وعند عند الرضيعات والفتيات غير البالغات يصاحب انتفاخ واحمرار الشفرين وإفراز القيح من المهبل التهاب في المستقيم. وقد تشتكي الطفلة من حرقة وصعوبة عند التبول وقد يلاحظ الأهل تلوث الملابس الداخلية بالقيح. المضاعفات * كيف توضح لنا مضاعفات هذا المرض في كلا الجنسين؟ - إن المضاعفة الأكثر شيوعا بعد العلاج المبكر في الرجال هي التهاب الإحليل ما بعد السيلان، وغالبا يكون ذلك بسبب عوامل ممرضة أخرى تم اكتسابها وقت الإصابة بميكروب السيلان، ولكنها ذات فترة حضانة أطول ولا تستجيب للمضادات الحيوية الخاصة بالسيلان، أو ربما تكون بسبب تكرار العدوى وهنا يرجع الإفراز القيحي بعد 7 إلى 14 يوما من انتهاء العلاج، وعند النساء يعتبر التهاب قنوات فالوب من أهم المضاعفات الشائعة لدى النساء وفي الجنسين قد يحدث تجرثم الدم ولكنه أكثر شيوعا عند النساء. كما أنه يمكن أن يحدث التهاب المفاصل المزمنة مع طفح جلدي مزمن التهاب العينين قد يحدث عند الأطفال حديثي الولادة أو عند البالغين نتيجة للتلوث. * ما علاج مرض السيلان؟ - نعم إن مرض السيلان علاجه سهل وسريع ولكن قبل البدء في المعالجة يجب أخذ عينة من الدم لإجراء اختبار لمرض الزهري وعلى المريض الامتناع عن المعاشرة الجنسية حتى يتم التأكد من الشفاء التام من هذا المرض وذلك خوفاً من نقله للآخرين، وينبغي أيضا عدم عصر القضيب للبحث عن الإفرازات الإحليلة وفحص وعلاج جميع شركاء المريض الجنسيين وأيضا يعالج المريض بالسيلان بالمضادات الحيوية الفعالة مثل السيفالوسبورين، السبيكتنومايسين، أو الكوينولون. اختيار المضاد الحيوي هنا يعتمد على وجود ميكروب مقاوم لأي منها وتعتمد جرعة العلاج ومدته حسب الحالة المرضية والمضاد الحيوي الذي تم اختياره في الحالات الحادة غير المزمنة تتم المعالجة عادة بجرعة واحدة إما عن طريق حقنة عضلية أو عن طريق الفم وبسبب ترافق السيلان بشكل شائع مع عوامل معدية أخرى فإنه يتم بالبدء في المعالجة بشوط طويل من التتراسيكلين عن طريق الفم ما عدا الحوامل حيث يعطى الإيريثروميسين. الفرق في التشخيص * هل هناك فرق في تشخيص المرض بين الرجل والمرأة؟ - من الطبيعي أن هناك فرقاً لأن أكثر من 90% من الرجال يتم اكتشاف الميكروب بسرعة في الإفراز الإحليلي بواسطة اختبار على شريحة (لطاخة) ولكن عند النساء تكون حساسية هذا الاختبار حوالي 60% ولذلك يجب عمل مزرعة لإفرازات النساء أو عند الرجال إذا كانت نتيجة اللطاخة سلبية، ويعتبر مرض السيلان من أكثر الأمراض الجنسية انتشاراً يصيب مئات الملايين سنوياً. وتشير كثير من التقارير بأن نسبة الإصابة به في ازدياد مطرد وخاصة في جنوب شرق آسيا ومناطق متعددة من العالم. * كيف تنتقل جرثومة العدوى؟ - تنتقل جرثومة السيلان عن طريق الاتصال الجنسي مع المصاب. تستقر جرثومة السيلان بمجاري البول أو في المهبل أو في عنق الرحم وفي بعض الحالات تنتقل عدوى السيلان بملامسة المصاب أو بالاحتكاك بالمنطقة المصابة أو باستعمال الملابس وكراسي الحمامات الرطبة الملوثة بجرثومة السيلان وفترة الحضانة هي تلك الفترة التي تبدأ من انتقال العدوى حتى ظهور أعراض المرض. التأثير على الجنين * كيف يمكن معرفة أن الحامل مصابة بمرض السيلان وتأثيره على الجنين؟ - تتم بالفحص للحوامل ضروري جداً وذلك لمتابعة وضع الجنين ومعالجة أي حالة مرضية تظهر أثناء فترة الحمل، خاصة الالتهابات الفطرية والجرثومية. أما إذا كان الزوج مصاباً بمرض السيلان فلا بد من أن يبلغ الطبيب المعالج للزوج من يشرف على علاج الزوجة بذلك حتى يقوم بعمل ما يلزم، وإن إصابة الحوامل بمرض السيلان نتيجة العدوى بجرثومة السيلان دون المعالجة في الوقت المناسب قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة للجنين خاصة أثناء عملية الولادة. لقد كان مرض السيلان في السابق يُعتبر من أهم أسباب العمى عند الأطفال حديثي الولادة. * هل الاتصال الجنسي هو الطريقة الوحيدة لنقل الأمراض التناسلية؟ - إن هناك أكثر من طريقة مختلفة لانتقال الأمراض التناسلية إما عن طريق الاحتكاك مع المصابين كما هو الحال في مرض الزهري خاصة عند التقبيل أو ملامسة المناطق المصابة المتقرحة حول الفم والجهاز التناسلي، ويحدث ذلك تحت ظروف معينة، أو عن طريق إفرازات للمصاب مثل المني أو نقل الدم كما في حالات مرض فقدان المناعة المكتسبة (AIDS). طرق الوقاية * ممكن أن تطلعنا على أفضل الوسائل للوقاية من هذا المرض؟ - د.قطمة: إن أفضل طريقة للوقاية من هذا المرض هو الامتناع عن الاتصال الجنسي غير المشروع والزنى وعدم مخالطة المصابين والابتعاد عن الأماكن المشبوهة والتوجيه السليم المقنع للشباب من الصغر. وهنا تقع الأمانة على عاتق الوالدين أمانة رعاية الأطفال فكثيراً من العادات السيئة التي يكتسبها الأطفال تكون بسبب إهمال الوالدين وسوء التوجيه مع انعدام القدوة الحسنة لهم وتركهم بلا رعاية. ولابد أن أشير هنا بأن إناطة رعاية الأطفال للمربيات خاصة من لا دين ولا خلق لها أو ذوات المنبت السيئ لا بد أن تؤدي إلى انحراف الأطفال في كثير من الأحيان. كما أن لنا في رسولنا الكريم أسوة حسنة إذ أمر أن نفرق بينهم بالمضاجع خاصة إذا كبروا، وترسيخ العقيدة وتعميق القيم الروحية في نفوس الشباب بطرق محببة إلى عقليته وإدراكه حتى لا يمل وإعطاؤه الجرعة المناسبة في الوقت المناسب، والتوعية خاصة بين الشباب عن مخاطر الأمراض الجنسية وذلك دورياً في المجلات والجرائد والمدارس والبرامج الموجهة بالتلفاز والراديو والوسائل الإعلامية الأخرى، وتشجيع الشباب على ملء أوقات الفراغ وذلك بالمطالعة والرياضة وإيجاد أماكن للتسلية البريئة كالنوادي والرحلات المدرسية وغيرها وتشجيع الزواج المبكر وتسهيل ذلك على المعسرين.