إن إيجاد الإيجابيات داخل المواقف السلبية يتطلب تغييرًا في العقلية والنظرة إلى الأمور، فهنالك الكثير من الخطوات التي يمكن اتباعها للبحث عن الإيجابية في المواقف الصعبة، ولعل أحدها هو البحث عن الفرص، ففي كل موقف صعب بالإمكان إيجاد فرص للنمو والتعلم؛ لذلك يتوجب البحث عن هذه الفرص ومحاولة استغلالها بدلاً من الاستسلام للمواقف السلبية، وتلك ضرورة ملحة للخروج من الموقف، ففي هذا الزمان لم يعد الاستسلام، أو على الأقل الهزيمة بدون المحاولة أمراً مقبولاً. أحد القرارات التي لاقت نقداً سلبياً الموسم الماضي، هو قرار اتحاد كرة القدم الخاص بأعداد اللاعبين المحترفين الأجانب والمحليين، وهو بلا شك قرار مثير للجدل، ناقشه الكثير من النقاد والمختصين من جوانب متعددة بها الكثير من المنطق والحجة، وهذا أمر لم نشاهده للأسف من الجهة المسؤولة عن هذا القرار، فكان الأحرى بهم (من باب الإثراء والتنوير على الأقل) توضيح وجهة النظر والأسباب؛ حتى وإن كانت أسباباً ذات أبعاد مستقبلية طويلة الأجل، أو لن تلقى قبولاً لدى الشارع الرياضي، ولكن النقاش والتوضيح لابد وأن يكون له جوانب إيجابية كان من الممكن أن تُحسب لاتحاد القدم، الذي فضل الصمت وفرض الأمر الواقع بدون نقاش. انتظرنا جميعًا فترة الانتقالات الصيفية؛ لنرى كيف ستقوم الأندية بالتعامل مع هذا القرار، وإن لم تتضح الملامح، ولكني أرى بصيصاً من المحاولة تطفو على السطح في هيئة بعض التنقلات لبعض اللاعبين، وخصوصاً المحليين من أندية إلى أخرى، التي أعتقد أنها ستمنح بعض فرص المناورة، أو التعاطي مع هذا القرار من ناحية زيادة القيمة الفنية لبعض الأندية من خلال الاستفادة من اللاعبين المنتقلين، ومنح فرصة لزيادة دقائق اللعب لهؤلاء اللاعبين المحليين، وهو أمر ربما ينعكس إيجاباً بعض الشيء على المنتخب الوطني، وهو أمر يشمل أيضاً بعض اللاعبين المحترفين الأجانب، فعدم الاستفادة الفنية القصوى من أحد اللاعبين في ناد ما، لا يعني بالضرورة سوء اللاعب. هذا البصيص من التفاؤل يجعلني أتوقع موسماً قادماً به مستوى فني أعلى وكماً أكبر من الإثارة، وتلك هي محاولتي لإيجاد الإيجابية في أعماق السلبية. بُعد آخر تقول المؤلفة الأمريكية الشهيرة ليزا سي:" أحيانًا يجب أن نتعرض للرياح لكي نتمكن من الطيران".