أكدت المملكة العربية السعودية موقفها الثابت بتعزيز التعاون الدولي لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل ومنع انتشارها، وعلى أهمية دور منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في صيانة السلم والأمن الدوليين، التي تقع على عاتقها مسؤولية التنفيذ الكامل والفعّال لجميع أحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية جاء ذلك خلال مشاركتها في اجتماعات الدورة (106) للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية التي عقدت في لاهاي خلال الفترة من 9 حتى 12 يوليو الجاري، ورأس الوفد السعودي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة هولندا المندوب الدائم للمملكة لدى المنظمة زياد بن معاشي العطية، الذي جدد موقف المملكة بأن استخدام الأسلحة الكيميائية والمواد الكيميائية السامة كأسلحة في أي مكان من قبل أي شخص، وتحت أي ظرف من الظروف هو أمر مستهجن، وانتهاك مستنكر لأحكام الاتفاقية، وما استقر من قاعدة أساسية من قواعد القانون الدولي. وأوضح أنه إيمانًا بمركزية اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في المنظومة الدولية لحظر أسلحة الدمار الشامل ومنع انتشارها، ودورها المحوري في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، فإن وفد المملكة يرحب ببيان المتحدث الرسمي للمنظمة فيما يخص الوضع في أوكرانيا الصادر بتاريخ 7 مايو 2024م، وفي هذا السياق، بيّن السفير العطية أنه مازالت جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ تسعة أشهر في استمرار دموي ممنهج، مجددًا الإدانة لما تقترفه قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة من جرائم مروعة، وأكّد على أهمية تنفيذ القرارات الصادرة مؤخرًا من مجلس الأمن الدولي بشأن مقترح الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة. الاعتراف بدولة فلسطين وجدد السفير العطية الترحيب بطلب دولة فلسطين المقدم للأمانة الفنية بشأن مراقبة تطورات الوضع في فلسطين عن كَثب، معبرًا عن تقدير وفد المملكة لما جاء في رسالة المدير العام الجوابية، وأن وفد المملكة على ثقة في الأمانة الفنية للقيام بالتزاماتها بموجب الاتفاقية حيال ما قد يطرأ في هذا الوضع. كما جدد ترحيب المملكة بالقرارات الصادرة مؤخراً من الدول الصديقة (النرويج، إسبانيا، إيرلندا، سلوفينيا، وأرمينيا) بالاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة، وقال: إن المملكة تجدد دعوتها للمجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين مستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدسالشرقية؛ ليتمكن الشعب الفلسطيني الشقيق من الحصول على حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل والدائم. وفيما يتعلق ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، عبر السفير العطية عن ترحيب وفد المملكة بعقد جولة المشاورات السابعة والعشرين بين المنظمة وسوريا، وأهمية الحفاظ على روح التعاون المتجددة، وأن يكون في إطار فني، مشيرًا إلى أن هذا التعاون سيفتح آفقًا وسُبلًا لحل جميع المسائل العالقة، وقال: نشجع الأطراف كافة على التعاون لكل ما من شأنه معالجة المسائل العالقة، وندعو الأطراف على التعاون بحس نية. وهنأ الجزائر الشقيقة بتعيين المعهد الوطني الجزائري للأدلة الجنائية وعلم الاجرام التابع للدرك كمختبر جديد لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهو المختبر الرائد في إفريقيا. ولفت السفير العطية الانتباه إلى أن هناك تحديات عديدة، وأنه يجب توظيف كل الآليات القائمة في المنظمة، سواء من مركز الكيمياء أو المجلس الاستشاري العلمي وغيرها للتعاطي مع هذه التحديات والمساهمة الناجعة في تنفيذ الاتفاقية، ومنها ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي والتهديديات الكيميائية، منوهاً بجهود المنظمة بهذا الخصوص مع الترحيب بالمؤتمر الذي ستعقده المملكة المغربية الشقيقة والأمانة الفنية في الرباط حول دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.