في كل مرة يأتي فصل الشتاء حاملًا الأيام الغائمة والليالي الممطرة ورغبة الجلوس حول "شبة النار" الممزوجة برائحة الأرض المبلّلة، مثله يأتي فصل الصيف بالألوان المبهجة والمشروبات المنعشة وتنفيذ خطط قضاء النهار على شاطئ البحر، رغم حرارة الطقس إلا أن هذا الترابط لا يمكن للشمس أن تمنع هذه المتعة، لكن ومع ذلك يكون لكل فصل كآبته التي تصيب من لا يحبه أو لا يحتمل أجواءه، وأنا ممّن تصيبه كآبة فصل الصيف رغم انتشارها في فصل الشتاء إلا أني من 10% في العالم الذين يصابوا به في هذا الفصل، فيلازمني الصداع طيلة الوقت، ويكون مزاجي متعكرًا وحزينة بصورة دائمه بالإضافة لاضطراب النوم، والتهرب من اكمال الأعمال، فيما أحثّ نفسي في كل صباح على التفاؤل وإيجاد الأسباب للسعي خلف أهدافي التي توصلني للنجاح، وهذا أجده جهاداً كبيراً في كل يوم مع ساعات شروق الشمس الرائعة. ولأني أحب تجاوز كل ما يشعرني بالسوء بالقراءة، فأني بحثت عما اقرأه، حتى لو كانت قصائد الأغنيات لأن القارئ يجد متعته الخاصة بين الأسطر وهذه متعة يشعر القارئ بها يستمد منها طاقته للتغلب على ما يعكر مزاجه أو يضاعف شعوره بالسعادة، ونعم! بطبيعة الحال كوني محبه للروايات فهناك بطبيعة الحال سأذكر ما كانت أحداثها في فصل -حتى أشعر بالانتصار مؤقتًا على هذا الفصل- ففي رواية "الطاعون" لألبير كاموالتي كانت بدايتها في شهر أبريل شوهد أول فأر ميت، وكانت أحداثها التي تشبه إلى حد التطابق "جائحة كورونا" حتى انتهت في فصل الشتاء، كانت رواية تشعر قارئها بالاختناق، بالمقابل رواية "غاتسبي العظيم" لفرانسيس فيتزجيرالد رغم نهايتها المحزنة إلا أنها مفعمة بالحياة والبهجة، وهذا تضادّ محبب للقارئ يجعلني أتعايش بود مع فصل الصيف الذي يرهقني. لكن وفي حقيقة الأمر والعلم، بالرغم من عدم اتفاقي مع هذا الفصل أو تقبلي له ، إلا أني لا أقع فيه طريحة الفراش كما أكون في الشتاء، فيما يمكنني ممارسة أنشطتي المحببة فيه كممارسة الرياضة، فيما يحرمني الشتاء منها لأن حميمة الوسائد والجوارب الملونة وسقوط المطر والقراءة تجعلني أحب الاستمتاع بكل ذلك على أن تنفيذ كل خطة قمت بتأجيلها للشتاء، بالإضافة إلى أنه فصل السفر، ما يعني أنه وقت المغامرات والتعرف على أصدقاء جدد ولقاء الأقرباء حين نتفق جميعًا على أن نقضي أجازته بينهم في القرى الدافئة بين الضحك والحكايات ولهذا أنا دائمة التغلب على شعوري الذي لا أحبه في جميع أشهر الصيف وهذا أفضل ما يمكن للمرء فعله.