بعد انتشار ظاهرة مجتمعية خطيرة، متمثلة في الحلف ب"الطلاق" على نتيجة كرة قدم "غائبة" لم تلعب مباراتها بعد، دعا مختصون جميع المشجعين والجمهور الرياضي بتجنّب بث مقاطع الممارسات الخاطئة المتمثلة في الحلف بحلق الشوارب أو الحلف بالطلاق في حال هزيمة فريقهم المفضل، مؤكدين أن استغلال منصات التواصل الاجتماعي في بثّ تلك المقاطع له أبعاد خطرة على المجتمع والأجيال بل يكرّس فكرة التقليد عند الأطفال الصغار واليافعين. وقالوا ل"البلاد" إن مثل هذه المقاطع تثير الجدل في الأوساط الاجتماعية لكونها خارجة عن الشعار الذي تحمله الرياضة وهو "الرياضة فن وذوق وأخلاق" وهذه الصفات يجب أن يتحلّى بها جميع المشجعين، لكون مباريات كرة القدم فوز وخسارة ولا تدعو إلى القيام بالممارسات الخاطئة التي تنافي القيِّم والمبادئ الاجتماعية والتربوية. بداية، يقول أستاذ علم الاجتماع التربوي البروفيسور محمود محمد كسناوي: من المؤسف أن تتحول منصّات التواصل الاجتماعي إلى وسيلة لنشر المقاطع والسلوكيات الخاطئة من قبل بعض المشجعين الرياضيين، فالتحدي بحلق الشوارب أو الحلف بالطلاق أمور غير لائقة وربطها بهزيمة المباريات ونشر المقاطع في الشبكة العنكبوتية له انعكاسات اجتماعية لا يمكن تخيلها. وأكد البروفيسور كسناوي أن مشكلة بعض المشجعين هو الخروج عن التشجيع المرتبط بالروح الرياضية والدخول في تصرفات وممارسات بعيدة عن النقد الهادف وتوثيق ذلك صوت وصورة، ممّا يشجع الآخرين أيضًا على تأجيج التعصب الرياضي. من جانبه، عبر المستشار الاجتماعي طلال محمد الناشري، عن استيائه بالظاهرة المنتشرة هذه الأيام في مواقع السوشيال ميديا وتتمثل في قيام بعض الأشخاص بالحلف بحلق الشوارب أو الطلاق إذا خسر فريقه أمام المنافس، مبينًا أنه للأسف انتشرت مقاطع كثيرة متداولة في المنصات وتظهر الأشخاص يحلقون شواربهم بالأجهزة أو يتوجهون للحلاقين بعد الخسارة أو يحلفون بالطلاق، مع توثيق ذلك بتصوير المقطع وبثه في المنصات. وقال الناشري: إن ربط حلق الشوارب بالفوز أو الخسارة ظاهرة خطيرة ولها أبعاد اجتماعية عديدة تنعكس على المجتمع وخصوصًا الأطفال اليافعين الذين لا يترددون في تقليد تلك المقاطع ويسلكون نفس الفكر والتوجه. وتابع: يجب أن يدرك هؤلاء أن مثل هذه التصرفات تعتبر ضد المبادئ والقيم الاجتماعية لأنها أفعال يشمئز منها المجتمع ، وفي الاتجاه الآخر تترك في النفوس الأثر السلبي، فالتحلي بدماثة الأخلاق ضروري لتجنب مثل هذه الممارسات الخارجة عن والقيم التربوية. وخلص الناشري إلى القول: كرة القدم من أهم وسائل الترفيه في العالم، وجميع الفرق معرضة للفوز أو الخسارة، وهذا الأمر لا يعني أن يتحول التشجيع إلى ممارسة سلوكيات خاطئة ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، فلا تجعلوا الرياضة منبرًا لنشر الممارسات السلبية. وفي السياق تقول المتخصصة في مجال التربية الخاصة وتطوير المهارات الذاتية والمهتمة بالشأن النفسي الاخصائية رباب أبو سيف: هناك مقولة رياضية معروفة وهي (الرياضة فن وذوق وأخلاق)، وهذه العبارة بالطبع مرتبطة بالتشجيع الذي يجب أن يتحلى بروح رياضية عالية، ولكن للأسف في الآونة الاخير بدأنا نشاهد بعض الممارسات الاجتماعية غير المقبولة وأخذت جانب "التعصب الرياضي"، وساعد على زيادة حدتها وجود وسيلة سهلة في انتشارها وهي منصات التواصل الاجتماعي. وتضيف رباب: من المؤسف أن نجد بعض السلوكيات الخاطئة والسلبية من قبل بعض المشجعين في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين للأسف ينشرون الفكر الخاطىء لجميع أفراد المجتمع خصوصاً المراهقين والشباب، إذ لاحظنا خلال الفترة الأخيرة ظهور بعض المشجعين وهم يحلقون شواربهم باستخدام ماكينة الحلاقة وذلك في بث مباشر أو عبر تسجيل مقطع وبثه في مختلف المنصات، لكونهم أقسموا بعمل ذلك في حال هزيمة فريقهم، فظهور مثل هذه المقاطع له تبعات خطيرة على الآخرين وخصوصاً صغار السن الذين لا يترددون في التقليد ما يشاهدونه في منصات التواصل الإجتماعي، فيجب أن يدرك المشجعون أن هذه التصرفات الخاطئة قد تشكّل مخاطر اجتماعية كبيرة. واختتمت رباب حديثها بقولها: لابد أن يدرك المشجع الرياضي أن كرة القدم فوز وخسارة، وأن الخروج عن الأخلاقيات والتهجم لفظيًا على الآخرين باستخدام منصات التواصل الاجتماعي ،لا يفيد أحداً، فتجنب الممارسات والأقوال والأفعال الخاطئة مطلب ضروري يعزز ثقافة "الروح الرياضية".