إستحوذت رؤية المملكة "2030"على اهتمام المشاركين بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي في دورته ال "54" بسويسرا، بما تحمله من خطط وأفكار فريدة ومبتكرة وقصص نجاح جديرة بالدراسة والبحث والتأمل، من أجل توجيه القدرات والإمكانات الهائلة التي تملكها الدول والحكومات للتنمية المستدامة وتحقيق جودة الحياة وإحلال السلام في كل بقاع العالم والبعد عن الانقسامات والفتن والحروب وتحقيق الازدهار للإنسانية جمعاء، الأمر الذي أكده معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ فيصل الإبراهيم من خلال مشاركته في جلسة حوارية بالمنتدى:أن النجاح على المدى الطويل يتأسس من خلال الإستثمار في الأفراد، وهذا ما تعكسه الحكمة الأساسية في رؤية المملكة «2030»، التي ترتكز على رأس المال البشري كعنصر أساسي للنمو والتنمية المستدامة، وأن الرؤية قدمت أنموذجا يحتذى للحكومات لتحقيق النمو الاقتصادي المرن، كما أن صندوق الاستثمارات العامة بنى قدرة هائلة تعمل على بناء أفضل الشركات، وجذب المواهب والكفاءات المميزة في العالم، وذلك من أجل تحقيق قفزات نوعية في العديد من القطاعات من خلال قيادة الاستثمار، فيما سيحقق عوائد استراتيجية للمملكة. ووقع الإبراهيم اتفاقيتين على هامش أعمال المنتدى، وتركز الاتفاقيتان على «تحفيز الابتكار من أجل اقتصادات تحمي المحيطات»، و «تحفيز الابتكار من أجل فرص الاقتصاد الدائري للكربون»، ويبني تمديد الشراكة الموقعة مع وزارة الاقتصاد والتخطيط عام 2022م، التي أصدرت تحديًا عالميًا للمبتكرين والرواد للتصدّي للتحدّيات العالمية في الأنظمة الغذائية، وتهدف المملكة من خلال هذه الشراكة، التي تقودها وزارة الاقتصاد والتخطيط بالشراكة مع وزارة الطاقة، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، ومبادرة السعودية الخضراء، إلى تعزيز الاستثمارات المؤثرة والابتكارات التقنية لمواجهة تحديات التنمية المستدامة ودعم رواد الأعمال ذوي التأثير المبكر. وفي ظل ما تمتلكه المملكة من قدرات تنافسية عالية، قام الوفد السعودي خلال المنتدى بمشاركة خبراته في تحسين القدرة التنافسية وتعزيز جاذبية المملكة كوجهة للإستثمار الخاص والأجنبي، كما استعرض الوفد أفضل الحلول والممارسات التي طورتها المملكة لتعزيز مرونة الاقتصاد وتحقيق الاستدامة المالية بما يتلاءم مع طموحاتها للتنويع الاقتصادي والنمو المستدام، تماشياً مع رؤية "2030". وتأكيدا على المكانة العالمية للمملكة، فقد تقرر استضافة الاجتماع الخاص الأول من نوعه للمنتدى الاقتصادي العالمي في العاصمة الرياض يومي 28 و29 أبريل 2024م، والذي سيناقش العديد من القضايا الهامة مثل التعاون الدولي والنمو والطاقة بحضور أكثر من 700 مشارك من الخبراء الدوليين وقادة الرأي والمفكرين، من المنظمات الدولية والقطاعات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية وقطاع الأعمال، لبحث التحديات العالمية الراهنة في مجالات التنمية، ضمن حوارات مثمرة تعزز التعاون العالمي وتحفِّز الجهود الدولية المشتركة لابتكار الحلول المستدامة، وسوف يستفيد الاجتماع من موقع الرياض المركزي كعاصمة لأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط.