بيَّن الاجتماع الوزاري والمؤتمر الدولي الثالث للتعدين في الرياض، وجلسات منتدى دافوس، نقاط تقاطع قوية حول أهمية قطاع التعدين والقيمة المتعاظمة لثرواته الطبيعية. في هذا الاتجاه تواصل المملكة إنجازاتها بخطوات متقدمة واستراتيجية، ضمن رؤيتها الطموحة لتعزيز النمو المستدام للقطاعات غير النفطية ومن أبرزها التعدين، وقيادتها لمستقبل الصناعات المعدنية وتأمين سلاسل إمداداتها لتلبية متطلبات الصناعات التقنية الحديثة في العالم. وفي هذا السياق، أكد معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، أن المملكة تسعى إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية من خلال خلق قطاع تعدين آمن ومسؤول، عادًا أن قطاع التعدين يؤدي دورًا حاسمًا في تطوير سلاسل القيمة للمعادن المتكاملة في المنطقة الكبرى الممتدة من أفريقيا إلى وسط وغرب آسيا. وأوضح خلال مشاركته في جلسة حوارية حول مستقبل سلاسل التوريد العالمية، التي أقيمت على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن المملكة ملتزمة بتعزيز اقتصادها التنافسي والمتنوع، مع التركيز على الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن المملكة تسعى إلى خلق بيئة استثمارية جاذبة، من خلال وضع أنظمة واضحة وموثوقة، تحمي الشركات من المخاطر غير الضرورية وتعزز التزامها بالممارسات المستدامة. وتناولت الجلسة الدور المحوري للشراكات بين القطاعين العام والخاص في التعامل مع تعقيد سلاسل التوريد الحديثة. وشهدت الجلسة اتفاقا بالإجماع على الطبيعة الأساسية للتعاون بين الحكومات والأوساط الأكاديمية والصناعة؛ لتحقيق الأهداف المشتركة، مثل تطوير المعايير وتنمية القوى العاملة. وكان وزير الصناعة والثروة المعدنية، قد اختتم مؤخرا مشاركته مع وفد المملكة في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" 2024م، وجرى خلالها تسليط الضوء على التقدم الذي تم إنجازه في "رؤية المملكة 2030″، ومسيرة التحول والتنمية التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات، وما توفره من فرص استثمارية في العديد من القطاعات. دور محوري وفي إطار دورها المحوري لمستقبل التعدين والصناعات المعدنية، شهدت الرياض مؤخرا انعقاد الاجتماع الوزاري الدولي الثالث للوزراء المعنيين بشؤون التعدين، بحضور 75 دولة و35 منظمة حكومية وغير حكومية، والذي ناقش خطوات عملية لتعزيز سبل التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية، واتفقوا على إنشاء مجموعات تنسيق وعمل مكونة من الحكومات والمنظمات المهتمة للتشاور في إطار مؤتمر التعدين الدولي، وتوفير مساحة لتبادل الأفكار وتطوير المبادرات وخطط العمل، وتقديم التقارير إلى المشاركين بحلول منتصف العام الحالي 2024م، وتقديم توصيات لمؤتمر التعدين الدولي في نسخته لعام 2025م. أيضا ترجمت المملكة دورها القيادي في بلورة رؤية واعدة من خلال النسخة الثالثة لمؤتمر التعدين الدولي في الرياض، بحضور 14 ألف مشارك من قادة الاستثمار، ورؤساء كبرى شركات التعدين. الثروة والفرص شهد المؤتمر الدولي الثالث للتعدين، الإعلان عن التقديرات الجديدة للإمكانات المعدنية غير المستغلة في المملكة والتي ارتفعت من 1.3 تريليون إلى 2.5 تريليون دولار بزيادة قدرها 90 %، كما شهد توقيع 75 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية تتجاوز 75 مليار ريال في مجال التعدين والصناعات التعدينية بين عدد من الجهات الحكومية والشركات والمؤسسات المحلية والعالمية المشاركة في المؤتمر, واشتملت هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم على مجالات الاستكشاف التعديني، والتمويل، والتقنية، وتطبيق معايير الاستدامة، والاستثمار في سلاسل الإمداد, كما شهد المؤتمر الإعلان عن الفائزين في الجولة الرابعة من منافسات رخص الكشف عن المعادن في مواقع بئر عمق وجبل الصهايبة وأم حديد. أيضا شهد المؤتمر إقامة منطقة لعرض أحدث تقنيات التعدين الحالية والمستقبلية، ومنطقة معارض خارجية، ومنطقة مخصصة لعرض الفرص الاستثمارية في مناطق أفريقيا وغرب ووسط آسيا، بصفتها مناطق تعدينية واعدة قادرة على الإسهام في سد فجوات الطلب المستقبلي على المعادن، كما أقيم ملتقى فرص الاستكشاف التعديني، بمشاركة كبرى الشركات الدولية في مجال الاستكشاف التعديني والشركات الاستثمارية الوطنية المهتمة في قطاع التعدين؛ بهدف دعم إنشاء تحالفات إستراتيجية بين الشركات المحلية والدولية، وتطوير البيئة التنافسية في القطاع، إلى جانب نقل أفضل الخبرات الفنية وتحفيز فرص اكتشاف مناجم جديدة في المملكة.