أكتب اليوم عن موضوع الأمن السيبراني ، والذي لم يحظ حتي الآن بالإهتمام الكافي من قبل بعض الجهات، أو البنك المركزي لحل (مصائبه) ، والذي عاني ويعاني منها الكثير من المواطنين، وأزعم أنهم لم يجدوا الإهتمام الكافي . ولتأكيد ذلك ،فإن أحد الأصدقاء ،تعرض حساب ابنه البنكي للإختراق ، وتم سرقة نصف مليون ريال من رصيده ، وعلي ذمة هذا الصديق ، فإنه لم يتمكن من استرداد سوي 130 ألف ريال. وكان حجة الجهات التي بلّغها عن اختراق حسابه ،أن بقية المبلغ لم يسترد ، لأن مخترق الحساب البنكي خارج المملكة . والعجيب والغريب في الأمر ، أن البنك الذي تم اختراق حساب المواطن ،رفض التدخل طالباً من المواطن الرجوع للجهات الأمنية . كما أن البنك المركزي لايتدخل (حسب علمي) في مثل عمليات النصب البنكية هذه ، والتي يتعرَّض لها المواطنون في المملكة ،سوي بمنشورات خجولة يحذِّر فيها المواطنين من تهّكير حساباتهم دون أي توعية لطرق الحماية ،بينما لاتوجد حول هذا الموضوع ، سوي بعض التحذيرات (الخجولة) ،بتجنُّب مثل هذه الإختراقات للحسابات البنكية. والمؤسف انه لاتوجد أي إحصائيات بمبالغ النصب التي تعرَّض لها حسابات المواطنين السعوديين ،وإن كانت علي ذمة الصديق ، تصل لمليارات، حسب إفادة مسؤول أمني تواصل معه الصديق المذكور. هذا الموضوع المرشح للزيادة مع ظهور تقنية الذكاء الاصطناعي ، لم يجد بعد ، الإهتمام الكافي من بنوكنا السعودية أو البنك المركزي ،والاسوأ انه في حالة تعرُّض حساب أحد المواطنين ،فإن البنك كما حدث في حالات موثَّقة ،يحيل المواطن للجهات الأمنية ، دون أن يكلِّف نفسه حتّى بالتحقيق في ملابسات الاختراق. أحسب أن البنك المركزي (ساما) مسؤول عن تنشيط برامجه التوعوية في هذا المجال لوقف النصب الذي يتعرض له المواطنون. والأسوأ في هذا المجال أن بعض مواقع صحفنا السعودية ، تمتليء باعلانات مشبوهة تدعو القراء للإستثمار بعوائد وهمية مرتفعة ،وشهادات وهمية لمستثمرين قد لايكون لهم وجود علي أرض الواقع. شخصياً ، تواصلت مع البريد السعودي ، للإبلاغ عن بريد الكتروني يصلني باسم البريد السعودي لدفع مبلغ عن شحنة (وهمية لم أطلبها) لتوصيل الشحنة ، فطلب مني الموظف الذي أبلغته بذلك البريد الالكتروني، تجاهل الرسالة! مطلوب من الجهات المذكورة ،إعطاء هذا الموضوع أهمية قصوي بتوعية المواطنين ،وإتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا النصب الالكتروني. كاتب صحفي ومستشار تحكيم دولي
