يبتهج قُرّاء الكتب بإقامة المعارض التي تهتم بها، مهما كان توقيتها أو مكانها على الخريطة، ابتهاجًا لا يمكن وصفه، وخصوصًا إن كان بذات المدينة التي يقطنوا بها، وهذه الأيام من شهر ديسمبر الممطر والمعتدل مناخه حدّ المثالية في جده، يقام معرض الكتاب الدولي في قبة السوبردوم، وهذا ما يجعلني أكتب هذا المقال بسعادة عارمة، لأنه بالنسبة لي كقارئة ليس للتجول فيه وشراء الكتب فقط، بل هو محفل لمن هم مثلي من القرّاء، فالبرغم من توفر الكتب في المكتبات، إلا أن معارض الكتب تتيح اختلاط الثقافات ممّا يجعلها مكانًا لتطوير الفكر وتنوير العقل وزيادة مخزون المعلومات والمعرفة، أو الالتقاء بكاتب أو صديق شاركنا ذات يوم نصيحة كتاب، ولهذا هو أقرب للكرنفال البهيج من كونه موقعًا يضم الكتب فقط. لمعارض الكتب مكانة خاصة، لهذا نجد بمجرد الإعلان عنها وبدء اقترابها، تزايد النشاط في مواقع التواصل الإجتماعي بسرد توصيات الكتب أو استعراض قوائم الشراء، أو مشاركة الرحلة إليها، فهي مكان لتجمع المؤلفين، والناشرين، والبائعين، ومحبي الكتب، ولذلك سأشارك القارئ بعض النصائح التي أعتمدها في كل زيارة لمعرض ودائما أنجح في الإستمتاع به: أولا: كتابة قائمة بالكتب المراد شراؤها وعدم الالتزام بها ، فغالبًا خلال التجول في بين دور النشر، نجد كتابًا خارج القائمة ، فنقع في حيرة شرائه أو الإلتزام بها. ثانيًا: زيارة واحدة لا تكفي: دائمًا ما تكون الزيارة الأولى لغرض الاكتشاف لذلك عليك عزيزي القارئ أن تكرِّر زيارتك لمعرض الكتاب حتى تزيد دهشتك في كل مرة، أو تجد كتابًا غفلت عنه في زيارة سابقة. ثالثًا: المال لا يهم: لا تفكر عزيزي المتجول في معرض الكتاب بحساب ميزانية لشراء الكتب، فأنت في محفل تهتم لأمره، وبين دور نشر لا تجد إصدارتها في المكتبات، لذلك ضع حساب ميزانيتك جانبًا وفكر في متعة إقتناء الكتب. رابعًا: معارض الكتب ليس لشراء الكتب والخروج منها، بل هناك ندوات تلقى ولقاءات تُعقد ومؤلفون تصادفهم، عليك استغلال الوقت الذي أنت فيه داخل المعرض والتعرف على ما هو جديد في كل ما يخص عوالم القراءة وما يندرج تحتها ما بين الفن والتمثيل والموسيقى أو تبادل النقاش مع أحدهم يكون التقيت به صدفة. خامسًا: لا تقلِّل من شأن قارئ أو مؤلف، فحين تكون متمرّسًا في القراءة وتجد أحدًا يقتني كتابًا لا يعجبك، فعلك أن تصمت ،فلعل كلمة منك تؤثر به سلبًا ممّا يجعله يتوقف عن الشراء والإستزادة من الكتب بذلك أنت خسرت عقلاً يفيدك ذات يوم، بالإضافة إلى تجنُّب خطأ نقد مؤلف أمامه حتى لو لم يعجبك ما يكتب، لأنك ستفقد الوعي الذي غرسته القراءة فيك. وأخيرًا، عليك الإستمتاع بكل لحظة وأنت تتجول في معرض الكتاب.