"شدوا بعضكم يا أهل فلسطين" .. ، كلمات بسيطة تنقل فكرة قوية ردّدتها اللاجئة الفلسطينة (أم العبد) نشيداً وهي متشحة بثوبها الفلسطيني في بيتها بمخيم الزرقاء للاجئين الفلسطينيين في الأردن، ولم يغب عن خاطرها ولا عن لسانها لحظة ،وطنها فلسطين ،وقريتها "بيت اكسا" رغم تهجيرها منها وهي طفلة. انتشرت الأغنية البسيطة انتشار النار في الهشيم وتداولها الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي وأضحت "ترنداً" وأصبح الكل يردّدها لا سيما بعد استشهاد عدد من الفلسطينيين في مدينة نابلس بالضفة الغربية، ومعاناة أهل غزة اليوم من القتل والدمار وما استصحب ذلك من آلام ودعوات للصمود. إننا نحتاج إلى الفكرة الإيجابية البسيطة المؤثرة في الناس ،واستنباط الطرق المدروسة للتأثير بعيداً عن الفعاليات والمهرجانات بتكاليفها الباهظة وغير المجدية فكل ما نحتاجه في الفكرة عنصر الصدق الوجداني وملامسته للقلوب لسرعته في التأثير، فالفكره سهلة المضمون ، قادرة على إلهام الناس وتهيئتهم لمجابهة التحدّيات بقوة لا سيما إذا كانت بسيطة لا يكتنفها التعقيد، وفي هذا السياق يقول انشتاين "أحياناً يتم تحويل فكرة فعّالة جميلة سهلة إلى سيل من التعقيد بسبب الظن أنها أفضل إن دخلنا في تفاصيل لا تنتهي فالفكرة الإيجابية هي أساس كل ما يتصل بالحياة وبداية للتطوير والانتقال إلى الأفضل وفي ذات الوقت فالفكرة السلبية هي معول هدام لحياة الناس" . نحتاج إلى الطرق العلمية للتأثير في المواطن خاصة ونحن في مرحلة بناء الأمة السعودية العظمى وفق رؤية 2030 الطموحة فالحاجة ماسة لتقمُّص المواطنين أدوارهم في عملية البناء الوطني من خلال الفكرة أو الأفكار الإيجابية إذ نحتاج إلى منتجين ومبدعين ومفكرين ومخطّطين يصوّبون نحو الهدف المنشود ويصيغوه باحترافية على نمط فكرة بسيطة سهلة ومؤثرة دون أي تعقيد لتصل إلى المواطن ويتفاعل معها، كما نحتاج إلى التدريب على صنع الأفكار الإيجابية المؤثرة وتجّذيرها في حياة الناس ويتطلب ذلك اختيار الموثرين من جميع المجالات وتدّريبهم على تبسيط الأفكار ذات القوة والتأثير، وتعليم أبناءنا أن المفهوم الصحيح للتأثير يبدأ بفكرة بسيطة مضافاً إليها عناصر التأثير وأن المسائل السطحية التي يتم صرف مبالغ طائلة فيها ليست مؤثرة بقدر الفكرة البسيطة الصادقة. بقي أن أشير إلى النماذج الباهرة للفكرة الصادقة المؤثرة ،تلك العبارة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عندما قال -حفظه الله- : ( همة الشعب السعودي مثل جبل طويق .. لن تنكسر حتى يتساوى هذا الجبل مع الأرض) فكرة في عبارة أشعلت قلوب السعوديين كافة فخراً وحماسة فأضحى الجميع بقوتها وتأثيرها يتسابقون بحماسة وهمة للإسهام في عملية بناء الأمة لتزاحم الأمم الأخرى بمنكب من فولاذ رفعةً وتقدماً. باحثة وكاتبة سعودية