يتزايد عدد شهداء القصف الإسرائيلي في فلسطين يومياً؛ إذ ارتفع العدد لليوم الخامس والعشرين على التوالي إلى 8525 شهيداً، حيث أفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن من بين الشهداء 3542 طفلاً، كما أصيب في العدوان نحو 21 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء. وجددت وزارة الصحة الفلسطينية تحذيرها من توقف المستشفيات الكبرى في غزة عن العمل بشكل كامل مع نفاد الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية، بينما استشهد 16 فلسطينياً وأصيب العشرات بجروح أمس في غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي مستمر على قطاع غزة لليوم الخامس والعشرين على التوالي. وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن 16 فلسطينياً استشهدوا في غارات عنيفة استهدفت عدة منازل في وسط قطاع غزة الذي يشهد عملية توغل إسرائيلي في مناطق حجر الديك وشرق مخيم البريج. كما استشهد وأصيب العشرات في مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا، وفي سياق متصل، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بالجرافات والدبابات توغلها في محورين في مدينة غزة؛ الأول شمال غرب مدينة غزة وجنوب المدينة وسط قصف مدفعي مكثف صوب المنازل والمنشآت الفلسطينية. وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الجهات الدولية والأممية كافة بسرعة التدخل لوقف جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين. وأكدت الوزارة في بيان لها، أن غياب القوة الدولية التي تضمن نفاذ القانون وتُلزم مرتكبي الجرائم بالوقف الفوري لارتكابها، من شأنه تحويل العدالة الدولية الواجبة الاتباع إلى مجرد مناشدات واستجداء الجلاد، وهذا يعد إفشالاً ممنهجاً لإرادة السلام الدولية ولصلاحيات مجلس الأمن فيما يتعلق بحماية المدنيين أينما كانوا. ودانت بأشد العبارات جميع أشكال التحريض الذي يمارسه المحتل وأدواته المختلفة، التي تحاول شيطنة الشعب الفلسطيني ويدعو للانتقام بلا حدود إنسانية أو أخلاقية، أو رادعة من قانون أو ضمير، ودون إعطاء أي اعتبار لحياة المدنيين الفلسطينيين العزل، وعدتها امتداداً لذات العقلية الاستعمارية الاستعلائية التي لطالما عانى منها أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا، التي تعاملت معهم كمجموعات سكانية ليست لهم أية حقوق سياسية أو مدنية أو إنسانية، كأساس قام عليه الاستعمار الإسرائيلي الإحلالي الذي سمح لنفسه الاستيلاء على أرض الفلسطيني، ومن ثم السماح بقتله وتسهيل إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال والمستعمرين واستباحة حياته، أو طرده وتهجيره. في هذا الإطار، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن شعارات نتنياهو ومجلس حكمه وأركان حربه وتصريحاتهم لا تعدو كونها تبريرات لقتل المزيد من المدنيين ورخصة لقصف وتدمير كل شيء في قطاع غزة، بما في ذلك ترخيص قصف المستشفيات ومراكز الإيواء والمدارس الممتدة للنازحين، تحت حجج وذرائع واهية. من جهته، بحث الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، في اتصال هاتفي، مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية "جوزيب بوريل"، العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. ودعا الأمين العام الاتحاد الأوروبي إلى الانخراط، بوصفه طرفًا فاعلًا على الساحة الدولية ومدافعًا عن القانون الدولي والقيم الإنسانية العالمية، في الجهود الرامية الى وقف العدوان العسكري الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين، وفتح ممرات إنسانية تسمح بوصول مساعدات إنسانية بشكل آمن ومستمر إلى قطاع غزة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل، وحمل إسرائيل على احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وأعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عن أمله في أن يسهم الاتحاد الأوربي في جهود إحياء مسار السلام نحو حل الدولتين بما يتيح إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة طبقا للقانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة. من جانبه، أكد جوزيف بوريل على الحاجة الملحة إلى هدنة لوقف الحرب والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل متواصل وسريع وآمن ودون عوائق، إلى كل من يحتاجون إليها عبر كل الوسائل بما فيها الممرات الإنسانية، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي سيعمل بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين وتقديم المساعدة وتسهيل وصول الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود لسكان غزة، ومشدداً في الوقت ذاته على أهمية العمل على إيجاد حلٍ سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.