رئيس التحرير تجتاح العالم أمواج من التغيير، وتحت سطح هذه التغييرات يتفاعل التحول الرقمي بتحوله سريعًا من موجة إلى مد. وسط هذه الأمواج، تجاهد الصحف السعودية مع واقعها متشبثةً بالبقاء على السطح. التحول الرقمي بالنسبة لبعضها يشبه طريق الغرق؛ حيث تراودها أحاسيس كثيرة من الخوف والقلق والارتباك، حتى يبدو للبعض كما لو أن الأمواج تتحول إلى أقواس مظلمة، تهدد بابتلاع السفينة بأكملها. ولكن.. هل هذا هو الحال حقًا؟ هل حقيقة التحول الرقمي تودي إلى الغرق؟ أم أنه بالأحرى سترة النجاة للحماية من الغرق في بحور الجهل والمجهول؟ أعتقد أن الإجابة تكمن في الوسط. التحول الرقمي يمكن أن يكون طريق الغرق، إذا تم تجاهله أو مقاومته. ولكن يمكن أيضًا أن يكون سترة النجاة، إذا تم تبنيه بشكل صحيح. الصحف السعودية لا يمكنها البقاء على السطح ببساطة عن طريق التمسك بالقديم. بل عليها أن تخوض السباحة في هذا البحر الرقمي الجديد. وهذا يتطلب تغييرًا في العقلية، واحتضان أدوات التقنية، والتعلم المستمر، وأيضًا التنوع في المحتوى. في النهاية، التحول الرقمي ليس خيارًا، بل هو واقع. والصحف السعودية إذا أرادت البقاء على السطح، يجب أن تتقبل هذا الواقع، وتتبنى التحول الرقمي- ليس كطريق الغرق- بل كسترة النجاة.