في وقت أصبح من الضروري تناول المشاركة في التنمية الوطنية بشيء من الموضوعية ، الاستراتيجيات والعديد من الأدوات والأساليب التي ظهرت مؤخرا، شعر المواطن بانتمائه لوطنه وتجسيد الولاء لبلاده . لقد تزايد اقتناع الشباب بالدور الملقى على عاتقهم في أهمية استغلال طاقاتهم وإبداعاتهم وتسخيرها لما فيه الخير والنفع لهم ولمجتمعهم ، فقد جعلوا من الجهود التطوعية أحد أهم البدائل والمسارات التي من خلالها تمكنوا من إثبات ذاتهم وتحقيق الاستقرار النفسي والتغلب على الفراغ والتوجه نحو الشعور بالمسؤولية وتعميق مفهوم المشاركة في التنمية الوطنية . ذلك الوعي الذي حرّك عقول شريحة لا يستهان بها من الشباب المتحمس للعمل-ولم يجد فرصة عمل رسمية-، أدى إلى ممارسة طرق النجاح بأساليب مختلفة لدى كافة أفراد المجتمع الذين يقومون بأدوار تتصل بمجالات متعددة لخدمة الوطن وإشباع الدافع الذاتي في الحاجة إلى العمل وإتاحة الفرصة لاكتشاف المواهب والابتكارات ،والحق يقال بأن هذا التوجه أثرى معظم الشباب العاطلين عن العمل وأصحاب الهمم العالية المتمتعين بالتفاني والمتميزين بالعطاء والمجتهدين بإخلاص . فكما يقولون (لكل مجتهد نصيب) وحتماً بعد مشيئة الله تعالى ،سوف يصل كل منهم إلى مبتغاه وتحقيق أهدافه بالتوكل على الخالق والاعتماد على النفس بالعزم والإصرار وقوة الإرادة ، ولكن من المعروف أن فاعلية العمل التطوعي وآلية الاستفادة منه تتوقف على وعي الأطراف ذات العلاقة بالتخطيط والتنفيذ والتنسيق والإنتاج والمتابعة. التعاون مطلوب والإشارة إلى توفير مقومات الاستقرار النفسي إجراء لابد من جعله في قائمة الأولويات لاستثمار الطاقات وتوظيف الإمكانيات. وتبقى القيود والإحباطات شبحاً يهدّد القناعات ،بل عقبة تقف أمام مبادرات الشباب. إن الإنسان الطبيعي بحاجة دائمة إلى الطموح الذي يدفعه إلى الإمام ،فمن منا لا يريد أن يحقق ما يحلم به ويرنو إليه؟ لكن بحدود حيث الخطط المدروسة والأهداف الواضحة التي تأخذ المبادئ والقيّم الأخلاقية والدينية بعين الاعتبار لأنها جميعها ضمن حقيبة النجاح بعد التوكل على الله عز وجل. إن الطموح بحدّ ذاته رائع بكل المقاييس إذا أنه يرسم المستقبل بخطوات واثقة تُذلل الصعوبات وتُحاول القضاء على العقبات من أجل الوصول إلى هدف سواء كان بعيداً أو قريب المنال , في النهاية يظل السعي متواصلاً والجهد مطلوباً حتى بلوغ المرام . فرصة للاستفادة من طموحات المتطوعين والمتطوعات واحترام هويتهم وتقدير جهودهم بكلمة شكر وعرفان ترفع معنوياتهم وتحثهم على البذل فهم يقدمون خدمة للوطن يبتغون بها وجه الله تعالي. إن عدم الوعي بثقافة العمل التطوعي لدى أصحاب العمل في أغلب الأحيان ،يهدم البنية التحتية التي نسعى في مجتمعنا لجعلها قواعد ترسو عليها المشاركة الفعلية في التنمية الوطنية لأولئك الشباب الذين يتمتعون بالذكاء والحماس والعلم ، فالدعم والتقدير لا يكون ماديا فقط بل ومعنويا أيضاً فالإحساس بالرقي في التعامل يجعل بيئة العمل ذات مناخ إيجابي يعكس الالتزام ويحقق المكاسب للوطن. قطرة من بحر الحكمة :(لن يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم)