أعلن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) البدء بتفعيل خطة عمل مُشتركة؛ عبر إطلاق منصة "معجم المصطلحات العربية الموحدة"، وبناء "منظومة السياسات اللغوية في الدول العربية"؛ خدمةً للغة العربية، بالتنسيق مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم. ويأتي ذلك بعد موافقة مجلس الوزراء على مذكرة التفاهم المبرمة بين وزارة الثقافة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، والتي تضمنت أوجه التعاون على تعزيز اللغة العربية، والتي أُسند تنفيذها – بحكم الاختصاص- إلى مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية. وقدم الأمين العام المكلف لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الأستاذ الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي، شكره للقيادة الرشيدة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسموّ وليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان (حفظهما الله)، على دورهما المحوري المحلي والإقليمي والدولي في خدمة اللغة العربية والعناية بها، كما ثمَّن التوجيه والدعم اللامحدود المُقدم من صاحب السموِّ الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء المجمع، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في إطلاق المشروعين المُشتركين، اللذين سيعززان من حضور اللغة العربية واستخدامها محليًّا وعالميًّا، وأثنى الأمين العام المكلف للمجمع على الأدوار الريادية للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في خدمة اللغة العربية ونشرها، وأوضح أن خطة العمل المشتركة بين المجمع والمنظمة وجه من أوجه التعاون التي تعزز العناية باللغة العربية وتدعم حضورها عالميًا، مشيدًا بالجهود القيمة التي يبذلها سعادة ممثل المملكة رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة الألكسو أ. هاني المقبل وفريق اللجنة الوطنية بقيادة سعادة الأمين العام أ. أحمد البليهد. هذا ورحب معالي المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر بالتعاون الإستراتيجي مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي أكد أنه يضطلع بدور مهم في النهوض التنموي للغة العربية، مشيرًا إلى أن المبادرتين المشتركتين المتمثلتين في إنشاء منصة "معجم المصطلحات العربية الموحدة"، وبناء "منظومة السياسات اللغوية في الدول العربية"، سيكون لهما انعكاسات إيجابية مثمرة على الأمن اللغوي في جميع البلدان العربية، وتنمية اللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية داخل الوطن العربي وخارجه، كما أكد على دور اللجان الوطنية بالدول العربية في هذا المشروع الرائد الذي يضمن صحة ودقة المعلومات، وكذا المساهمة المميزة في العمل على نشر وتسويق منصة معجم المصطلحات العربية الموحدة، ومنظومة السياسات اللغوية في الدول العربية، كما أشار الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر إلى عرض مخرجات المشروع على مؤتمر الألكسو لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي ومؤتمر الألكسو لوزراء التربية والتعليم مع المتابعة المستمرة من اللجان الاستشارية المختلفة في إدارة التربية بالألكسو. ومن المُقرر إطلاق النُسخة الأولى لمنصة "معجم المصطلحات العربية الموحدة" بصيغة رقمية نهاية عام 2023؛ ومما ستسهم فيه تسهيل وصول المستفيدين إليها، وسهولة تطويرها وتحديث بياناتها بما يستجد، زيادة على دورها في بناء معاجم جديدة للعلوم المختلفة، وستتضمن أيضًا نشر جميع ما أصدرته منظمة (الألكسو) من معاجم للمصطلحات على شكل معجم موحد يخدم ترجمة وتعريب المصطلحات في جميع البلدان العربية، ويختص هذا المشروع بأنه للمرة الأولى في تاريخ اللغة العربية يجري توحيد أكثر من 60 معجمًا مكونًا من أكثر من مليون مصطلح في منصة رقمية حاسوبية واحدة، تتمتع بوظائف فريدة وغير متوفرة في مواقع المعاجم الحالية، إضافة إلى سهولة استخدام أدواتها من مؤلفي المعاجم والمختصين في المصطلحات العلمية؛ وهو ما سيعمل على الإثراء المستمر للمعجم وتوحيد الجهود. وللمرة الأولى في تاريخ اللغة العربية يجري إعداد بيانات السياسات اللغوية ل 22 دولة عربية في مدونة واحدة؛ وذلك عن طريق بناء "منظومة السياسات اللغوية في الدول العربية"، التي ستفتح المجال أمام المختصين والباحثين لعمل لغوي إستراتيجي فاعل على المستويين الإقليمي والدولي، عبر إتاحة مادة ضخمة بالغة الأهمية. ومن الجدير ذكره أن الشراكة بين مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في المشروعين المشتركين ستدعم مبادرات نشر اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، وإبراز قيمتها المعبّرة عن العمق اللغوي، وتيسير تعلّمها وتعليمها، والنهوض بالثقافة العربية.