إنفجرت الأوضاع بشكل مفاجئ في روسيا، بعد إعلان مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، بقيادة يفغيني بريغوجين، العصيان والتمرّد، حيث اتسعت دائرة المواجهات مع الجيش الروسي جنوبروسيا أمس (السبت)، وشهد محيط مدينة روستوف القريبة من حدود أوكرانيا، والتي دخلتها قوات فاغنر وسيطرت على القيادات العسكرية فيها، تبادلاً لإطلاق النار بين الطرفين. وأظهرت صور توجه وحدات من قوات أحمد الشيشانية باتجاه روستوف لمواجهة قوات فاغنر، فيما أعلن قائد فاغنر يفغيني بريغوجين عبور قواته مدينة فورونيج القريبة وتوجهها إلى ليبيتسك، ما ينذر بتوسع دائرة المواجهات، ما دفع السلطات في منطقة ليبيتسك إلى الطلب من السكان البقاء داخل منازلهم لأسباب أمنية. في حين أظهرت صور من المكان، مروحية روسية تستهدف مواقع لفاغنر في فورونيج. وأكد بريغوجين أنه دخل المقر العام لقيادة الجيش في روستوف، التي تشكل مركزا أساسياً للهجوم الروسي على أوكرانيا، وسيطر على مواقع عسكرية من ضمنها المطار. وقال في مقطع فيديو نشر على تليغرام إن المواقع العسكرية في روستوف تحت السيطرة بما فيها المطار، فيما كان رجال ببدلات عسكرية يسيرون خلفه، معلناً أن قواته أصبحت على مشارف العاصمة، رغم تشكيك العديد من المحللين العسكريين. من جهته، أكد حاكم منطقة ليبيتسك أن قوات بريغوجين تتقدم في كافة أنحاء المدينة، وتتحرك في أراضي المقاطعة. كما دعا السكان إلى عدم مغادرة منازلهم وتجنب استخدام وسائل النقل العام، مؤكدا في الوقت عينه أنه تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة المواطنين. ويشكّل هذا التمرد تصعيداً خطيراً بالنسبة لروسيا التي لا تزال تقاتل في الوقت عينه على الأراضي الأوكرانية، كما يهدد بحرب أهلية، إذا ما طالت المواجهة، على الرغم من أن العديد من المراقبين يستبعدون حصول أي انشقاقات في صفوف الجيش، لاسيما أن شعبية بوتين لا تزال وازنة في البلاد. وكان قائد فاغنر دعا في عدة فيديوهات عناصر الجيش إلى العصيان والتمرد على القادة العسكريين. كما وعد الشعب الروسي برئيس جديد قريباً. من جهته، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الوضع في روستوف صعب بسبب التمرد، متعهداً بملاحقة المتمردين، ومعاقبتهم عقاباً صارماً. ودعا بوتين إلى التكامل والتضافر بين القوات الروسية، واتهم أطرافاًٍ لم يسمها بمحاولة جر روسيا إلى حرب أهلية، معتبراً أن ما حدث طعنة في الظهر، ومع ذلك قدم ما يشبه التبرير للمجموعة بالقول إن هناك من جرها لهذه المغامرة الإجرامية. وقال أيضا إن ما يحدث خيانة داخلية، في إشارة ضمنية محتملة لأكثر من مجرد التمرد المسلح لمجموعة فاغنر، التي تظل قوات شبه عسكرية لا يجمعها بوزارة الدفاع أكثر من عقود رفضت مؤخرا التوقيع عليها. إلى ذلك، أكدت المخابرات الروسية أن ما اقترفه قائد تلك المجموعة العسكرية الروسية الخاصة جريمة لا تغتفر. واعتبر رئيس جهاز المخابرات الخارجية، سيرجي ناريشكين، أن محاولة الأعداء إشعال حرب أهلية في البلاد فشلت.