علّق الجيش السوداني مشاركته في مفاوضات جدة، الساعية لإنهاء الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ أعلن المتحدث باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، أمس (الأربعاء)، تعليق المشاركة في المحادثات مع قوات الدعم السريع، ما يعني مزيداً من التصعيد في المواجهات، بعد تلويح قائد الجيش عبدالفتاح البرهان باستخدام القوة المميتة ضد الدعم السريع. وقال المتحدث باسم الجيش، إن هذه الخطوة تأتي إحتجاجاً على إنتهاكات قوات الدعم السريع المتكرّرة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، بما في ذلك إستمرار إحتلالها للمستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية في العاصمة الخرطوم. وأضاف أن الجيش يرغب في التأكد من التنفيذ الكامل لشروط الهدنة قبل مناقشة المزيد من الخطوات، دون الخوض في تفاصيل، فيما أعلنت قوات الدعم السريع إلتزامها بالمفاوضات دون قيد أو شرط. ودعت الرياض وواشنطن، في بيان مشترك يوم الأحد الماضي، كلا الطرفين المتحاربين إلى التوقف عن خرق الهدنة التي استمرت أسبوعاً بدلاً من إصدار نداء عام آخر من أجل احترام الإتفاقات. وجاء في البيان المشترك أن الجيش واصل شنّ غارات جوية، في الوقت الذي واصلت فيه قوات الدعم السريع إحتلال منازل المواطنين والإستيلاء على الممتلكات، مشيراً إلى سرقة وقود وأموال وإمدادات المساعدات ومركبات تابعة لقافلة إنسانية وسط انتشار السرقة في كل المناطق التي يسيطر عليها الجيش أو قوات الدعم السريع. بالتزامن شهدت الخرطوم جولة جديدة من الإشتباكات، حيث سمع دوي إطلاق نار متقطع في منطقة المهندسين، فيما أغلق الجيش "كبري الفتيحاب" من جهة أم درمان أمام المركبات، وسط تحليق للطيران الحربي. تأتي هذه التطورات بعدما تبادل الطرفان المتصارعان ليل أمس الاتهامات بخرق الهدنة. وبينما أكدت الدعم السريع أن الجيش قصف مواقعها بالخرطوم، أشار الأخير إلى أن انتهاكات تلك القوات مستمرة. كما شدد الجيش على أن الالتزام بالهدنة لا يمنعه من الرد على انتهاكات الدعم السريع. يشار إلى أن المفاوضات بين ممثلي القوتين العسكريتين الكبيرتين في السودان، انطلقت قبل نحو أسبوعين في جدة، برعاية سعودية – أمريكية، وأفضت إلى هدنة قصيرة امتدت 7 أيام في 20 من مايو الحالي، ثم مُدّدت ليل الاثنين الماضي 5 أيام أخرى، من أجل تسهيل مرور المساعدات الإنسانية ومناقشة وقف دائم لإطلاق النار في البلاد.