أذكر أنني كتبت مقالًا بعنوان :"الى أين يقودنا الذكاء الإصطناعي" نشر في الأسبوع الأخير من رمضان ركّزت فيه على خطورة الإعتماد الكلي عليه ، حيث أن برنامج الذكاء الاصطناعي ChatGPT قادر على ترجمة النصوص والكلمات بين اللغات ويتزايد تأثيره في جميع جوانب الحياة والعمل، ومن ذلك تأثيره الواسع على أساليب إدارة الموارد البشرية. بالأمس كنت أستمع إلى حلقة بودكاست أجرى فيها المحاور إريك فيشر مقابلة مع كريستوفر إس بن، كبير علماء البيانات والمؤسس المشارك لشركة TrustInsights.ai ، وهي شركة إستشارات للتسّويق والإدارة تشمل الموضوعات الرئيسية التي تمت مناقشتها التقييمات المتنوعة ل ChatGPT ، وما هو حقيقي وما هو غير حقيقي ، وكيفية تحقيق أقصى إستفادة منه ، والإستخدامات المستقبلية. ونظراً لأن الحلقة كانت مفيدة للغاية ، يسرني أن أقدم هنا ملخصاً لنقاطها الرئيسية: الكثير يؤمن أن التقدم التكنولوجي يقود إلى تسّريح جماعي للوظائف، وهو مالا يتفق معه كريستوفر. وبينما يفترض الناس أنه في يوم من الأيام ، عندما يصلون إلى العمل ، سيجدون روبوتات تجلس خلف مكاتبهم. خلال المقابلة ، يقول كريستوفر إن الذكاء الإصطناعي يحلّ محل المهام بدلاً من الوظائف. الذكاء الإصطناعي قد ينجز 95٪ من المهمة ، بينما يتكفل الإنسان ال 5٪ المتبقية. يُعرف هذا باسم إدارة الوقت ، وهو يستلزم العمل بفعالية لمنع تكرار المهام. إذا كان بإمكانك القيام بالعمل باستخدام هذه الأدوات ، فستوفّر الوقت الذي قد يتم إستغلاله بشكل أكثر إنتاجية. ومن المعلوم أن التعامل مع ChatGPT ، سيوفر الكثير من الوقت مع المهام المتكررة البسيطة: فإذا كان معدّل إنهاء ثماني مهام في ساعتين ، فإن الذكاء الإصطناعي يمكن أن ينهيها في ثلاثين دقيقة ، ممّا يوفّر ساعة ونصف ، فهل الذكاء الإصطناعي يهدّد الوظائف حقيقةً ؟ وهل الإعتماد على الذكاء الإصطناعي سيجعل الناس كسالى؟ يدّعي كريستوفر أنه بما أنه لم يعد هناك أحد يقرأ الخرائط الورقية ، فإن الناس يعتمدون على الخرائط الإلكترونية على أجهزتهم المحمولة للإنتقال من نقطة إلى أخرى ، فيما يعتمد الكثيرون على خدمة وسائل الاتصال على الجوال للاحتفاظ بأرقام الهواتف حيث لم يعد أحد يحفظها. ومع الإزدياد الكبير في التطورات الإدارية والتقنية ، كان لابدّ من التوجّه لإستخدام الذكاء الإصطناعي في مجالات الموارد البشرية، للمساعدة في القيام بالأعمال بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والفاعلية. يرى بعض المتخصصين في الموارد البشرية أن الذكاء الإصطناعي يهدف إلى إستبدال العنصر البشري في إدارة الموارد البشرية في المنظمات، أما الطرف الآخر فينظر إلى دور الذكاء الإصطناعي على أنه دور مساعد لمختصي الموارد البشرية في وظائفهم ويوفّر عليهم الوقت والجهد لإتاحة المجال للتركيز في المهام العميقة لإدارات الموارد البشرية. يُعرف هذا باسم إدارة الوقت ، وهو يستلزم العمل بفعالية لمنع تكرار المهام ، فإذا كان بإمكانك القيام بالعمل بإستخدام هذه الأدوات ، فستوفّر الوقت الذي قد يتم إستغلاله بشكل أكثر إنتاجية. وأخيرا، وعلى قدر فوائد الذكاء الإصطناعي ،فإنه سوف يقضي على العديد من الوظائف اليدوية والمتكرّرة في المستقبل القريب وعليه ينصح الجيل الجديد أن يتعلم مهارات جديدة حتى يتلاءم مع سوق العمل. إن الذكاء الاصطناعي ليس تهديداً بل هو فرصة لتحّسين الإنتاجية وإيجاد وظائف جديدة أكثر جاذبية.