يؤكد يوم المسؤولية الاجتماعية الذي صدرت الموافقة الكريمة على أن يكون في يوم 23 مارس من كل عام، اهتمام المملكة بالتنمية المستدامة وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030، ودعمها المستمر واللامحدود لشركات القطاع الخاص، لما تقدمه من أجل ازدهار المجتمع واستدامة موارده للأجيال القادمة، وذلك من خلال تأصيل العمل المجتمعي بإطار وأبحاث ودراسات علمية، إضافة لنشر الوعي العام حول قضايا المسؤولية الاجتماعية ورصد تجارب المسؤولية الاجتماعية لدى الجهات ذات العلاقة. ويرى المختصون أن المسؤولية الاجتماعية ممارسة حضارية في المجتمعات المتقدمة، تنبع من شركات ومؤسسات القطاع الخاص، وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وسد الاحتياج التنموي، منوهين أن تحديد يوم للمسؤولية الاجتماعية هو لرفع شأن برامج المسؤولية الاجتماعية، والارتقاء بمسؤولية مؤسسات وشركات القطاع الخاص في الوطن، تجاه المجتمع، والإسهام في حماية وتطور الإنسان وحفظ التنوع البيئي والموارد الطبيعية ونمو الاقتصاد وتنمية موارده، وإبراز المبادرات في هذا السياق على المستوى العالمي. وكشف المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية طارق أبا الخيل أنه بمناسبة يوم المسؤولية الاجتماعية، أنه تم إطلاق تقرير المسؤولية الاجتماعية الأول لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية بعنوان "20 عاماً من الأثر المجتمعي"، بهدف المساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، واستجابة لقرار مجلس الوزراء في هذا الصدد والقاضي أن يكون يوم الثالث والعشرين من شهر مارس من كل عام يوماً للمسؤولية الاجتماعية في المملكة. وأوضح أن التقرير يسلط الضوء على الجهود التي دأبت الهيئة منذ إنشائها على المساهمة الفاعلة في مختلف مجالات التعاون المجتمعي فيما بينها وبين الجهات ذات العلاقة وكذلك مع المجتمع، مبيناً أن فريقاً من المتقاعدين والممارسين على رأس العمل بالهيئة أسهموا في جمع المعلومات والبيانات بموثوقية عالية. وتزامن مع يوم المسؤولية الاجتماعية، إقامة اللقاء الثالث للمسؤولية الاجتماعية 2023، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، وركز على أهداف التنمية المستدامة في المملكة، وما يعزز من دورها وفي مقدمة ذلك استخدام الأساليب الهندسية التي تساهم في الاستدامة المشاريع واعتمادها على مصادر الطبيعة وتقليل التلوث وتحسين المظهر الحضاري ورفع جودة الحياة انطلاقاً من تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. وناقشت جلسات اللقاء بمشاركة 13 متحدثاً من القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، المسؤولية الاجتماعية وأهميتها في المجتمع، وذلك وسط حضور عدد كبير من المختصين والمسؤولين. فيما غطى "ملتقى المسؤولية الاجتماعية 2023" الذي عقد مؤخراً بالرياض تحت رعاية معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، بمشاركة 22 متحدثاً من القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، والجهات ذات العلاقة ببرامج وأهداف ومبادرات المسؤولية الاجتماعية محلياً وعالمياً، موضوعات تحقيق التنمية المستدامة في المسؤولية الاجتماعية، وتأصيل العمل المجتمعي بإطار وأبحاث ودراسات علمية، ونشر الوعي العام حول قضايا المسؤولية الاجتماعية ورصد تجارب المسؤولية الاجتماعية لدى الجهات ذات العلاقة. وكان للملتقى دور مهم في إبراز ما تنهض به المؤسسات والقطاعات في أعمال المسؤولية المجتمعية وعكس السياسات والإستراتيجيات المستقبلية للمسؤولية المجتمعية، إلى جانب استعراض التجارب في هذا المجال، وكيفية الاستفادة منها في تقديم مبادرات مبتكرة تخدم حاجة المجتمع في مجال المسؤولية المجتمعية، عبر جلساته التي تتلخص في الرقي بمفهوم وبناء ثقافة المسؤولية الاجتماعية، وبرامج ومبادرات الشركات في هذا المجال، وآفاق الشراكة بين القطاع الخاص وغير الربحي. من جهته، قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية المهندس أسامة بن عبد العزيز الزامل، خلال احتفاء جمعية المسؤولية الاجتماعية باليوم السعودي للمسؤولية الاجتماعية، إن المسؤولية الاجتماعية ليست موضوعاً طارئاً على ساحتنا الاجتماعية، بل إننا كمجتمع سعودي لو نظرنا في محيطنا لوجدنا أنها تتكرر بشكل يومي، وبشكل معتاد فتجدها مع الجار لجاره، والصديق مع صديقه والزميل مع زميله، وهذا هو المعنى السامي لهذه المسؤولية التي تحظى باهتمام خاص وملحوظ من قبل القيادة الرشيدة. ولفت إلى أن أحد المحاور التي ركزت عليها رؤية السعودية 2030 هي الوصول إلى مجتمع حيوي راسخ الجذور، متين البنيان، يستند إلى قيم الإسلام المعتدل، والانتماء إلى الوطن والاعتزاز بالثقافة الإسلامية والتراث السعودي، ويوفر في الوقت ذاته نمط حياة مستدامة، وتكافلاً اجتماعياً، ونظاماً فعالاً للرعاية الصحية والاجتماعية، وهذه المحاور جميعها هي ملخص للمسؤولية الاجتماعية. وقال: "إن إعلان مجلس الوزراء تحديد يوم "الثالث والعشرين" من شهر مارس من كل عام، يوماً للمسؤولية الاجتماعية بالمملكة، هو خطوة إضافية لتأكيد أهمية هذه المسؤولية، وهو ما يجعلنا اليوم كأفراد ومؤسسات وجهات حكومية وخاصة نستشعر حجم مسؤوليتنا بما يراعي ويحقق التنمية المستدامة في المجالات كافة، ويزيد من التكافل الاجتماعي، ويعزز سُبل الراحة والرفاهية عبر غرس وإحياء القيّم الواعية والمسؤولة اجتماعياً". وأكد المهندس الزامل أن المسؤولية الاجتماعية هي نظرة حضارية وإنسانية يكون فيها الأفراد والمؤسسات مسؤولين عن الوفاء بواجبهم تجاه مجتمعاتهم، والإسهام في مجموعة من المشاريع والمبادرات الاجتماعية، مشيراً إلى أن المملكة خطت خطوات كبيرة في هذا المجال خلال الأعوام الماضية، حيث أصبح معظم المنشآت الحكومية ومنشآت القطاع الخاص تحرص على تأسيس إدارات تُعنى بالمسؤولية الاجتماعية؛ للتخطيط واعتماد إستراتيجيات لكيفية الإسهام في خدمة المجتمع، ومتابعة هذه الإسهامات وقياس الأثر الذي يتحقق منها.