وهي نوبات من الشعور المفاجئ بالحرارة، تحدث على شكل موجات من السخونة تنتشر على مناطق الجسم ، بدءاً من الصدر والرقبة، عادة تكون مصحوبة باحمرار الجلد وزيادة في التعرق، يصاحبها إحساس أرق، وضعف في الدوافع لعمل انشطة الحياة اليومية والرياضية والمشاركة الاجتماعية. تحدث الهبات الحرارية عند نسبة مهمة من السيدات في مرحلة العمر التي يحدث فيها انقطاع الطمث، ويعزي السبب لنقص هرمون الاستروجين، ويبدو ان هذا الهرمون يعمل كمنظم لتعامل الجسم مع الحرارة، وعند نقص الهرمون فإن هذا المنظم يختل عمله لفترة تشتكى السيدة فيها من الهبات الساخنة، واضافة الى ما ذكرنا قد تشتكي بعض السيدات من جفاف الأعضاء التناسلية والبولية الخارجية، وانحراف في المزاج العام. وليس معروفاً لدينا بدقة نسبة من تحدث لديهم هذه الهبات في الجنس العربى، إذ أن هناك فوارق في نسبة حدوثها عند مختلف الأجناس، فهى مثلاً اكثر حدوثا عند الامريكيات من اصل افريقى من مواطناتهن البيضاوات، واكثر حدوثا عند الاوروبيات من الآسيويات. قد تصبح هذه الأعراض متكررة بحيث تؤثر على جودة الحياة، وعندها قد ينصح الأطباء باستخدام الهرمونات البديلة، ومنها ما يؤخذ عن طريق الفم، ومنها ما يؤخذ عن طريق لصقات تثبت على الجلد ومنها دهون موضعية، وهي مفيدة جداً في التغلب على الأعراض التى اشرنا اليها، ونظراً لما تحدثه من شعور مريح عند من يحتاج إليها فقد تكاثر من يتعاطونها بغير اشراف طبى، ولأسباب غير ما اشرنا اليه أهمها الرغبة في استمرارية الأنوثة، وكثر تعاطيها عند شرائح عمرية مرتفعة، اعمارها في الستينيات مثلاً، ولذا فقد ظهرت لها مشكلات دفعت الهيئات الطبية الى وضع قواعد لتعاطيها، مثل أن تعطى فقط للشريحة العمرية التي تحتاجها في سن لا تزيد على الخامسة والخمسين، وذلك بعد التأكد من عدم وجود تاريخ مرضى يمنع تعاطيها، ويفضل ألا تكون السيدة مدخنة، ويجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب للتأكد من استمرار الحاجة اليها كل ستة أشهر على الأقل، بحيث لا يستمر عليها أكثر من الضروري، مع التأكد من عمل الفحوصات المطلوبة في هذه الشريحة العمرية مثل فحص الثدي بالأشعة. والاهتمام بالرياضة يومياً. وقد يستحسن الطبيب الانتقال الى بدائل اخرى وخاصة عندما تحدث الهبات الحرارية في سنوات متأخرة عن ما ذكرناه، أو في وجود أمراض أخرى تجعل تعاطيها غير مأمون.