قال استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا، إن أرق النوم هو أحد اضطرابات النوم الشائعة، ويعني صعوبة الدخول في النوم، والمصابون بالأرق غالباً ما يشعرون بعدم الرضا والكفاية من النوم، وقد يمر الكثير من الناس به، وغالباً ما يذهب دون الحاجة لأخذ علاج، ويعتقد الكثير من الناس أن الأرق أمر طبيعي مع ضغوط الحياة، ولكن من المهم أن يؤخذ على محمل الجد لارتباطه الوثيق بالصحة الجسدية. وقال إن هناك نوعين للأرق الأول, الأرق غير المزمن: وهو المرور باضطرابات في النوم لفترة وجيزة. والثاني، هو الأرق المزمن: ويعني اضطرابات النوم التي تحدث ثلاث ليال على الأقل في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وهذا النوع يستوجب التوجه فوراً لطبيب النوم لتشخيص الحالة وتحديد العلاج اللازم. وعن أسباب الأرق وأعراضه يضيف الدكتور براشا: قد يكون الأرق مجرد عرض لمشكلة أخرى، أما أسباب الأرق المزمن، فقد تكون أسباب نفسية كالقلق والتوتر، أو الضغوط النفسية, والصدمات النفسية، أو الاكتئاب، أما الأعراض فتتمثل في: صعوبة الدخول في النوم، الاستيقاظ خلال فترة النوم وصعوبة العودة إليه مرة أخرى، الاستيقاظ باكراً قبل الموعد المحدد للاستيقاظ، عدم الشعور بالانتعاش بعد الاستيقاظ، الضعف والخمول خلال اليوم، اضطرابات ذهنية "مثل صعوبة في التركيز، اضطراب السلوك مثل الشعور بالاندفاع أو العدوانية، تقلبات المزاج، مشاكل في العمل أو المدرسة، ومشاكل في العلاقات الاجتماعية. وعن العلاج اختتم الدكتور براشا بالقول: العلاج قد يكون غير دوائي، فهناك تقنيات نفسية وسلوكية يمكن أن تكون مفيدة لعلاج الأرق، مثل التدرب على تقنيات الاسترخاء كتمارين التنفس، تمارين الاسترخاء الذهنية، إذ يمكن أن تساعد على النوم وأيضاً العودة إلى النوم في منتصف الليل، أيضا هناك محفزات النوم، إذ يساعد التحفيز على بناء علاقة بين غرفة النوم والنوم، وذلك عن طريق الحد من نوع الأنشطة المسموح بها في الغرفة، وتشمل: محفزات النوم ترتيب الغرفة، واستخدام سرير مريح، وتقييد ساعات النوم، والخروج من السرير عند البقاء مستيقظاً لمدة 20 دقيقة أو أكثر، وأيضاً هناك العلاج السلوكي المعرفي، ويشمل التغيرات السلوكية مثل الحفاظ على روتين نوم ثابت يشمل وقت النوم ووقت الاستيقاظ، والابتعاد عن قيلولة بعد الظهر، بالإضافة إلى التغيرات المعرفية، وهي تهدف إلى تعديل المعتقدات غير الصحية والمخاوف حول النوم وتعليم التفكير العقلاني والإيجابي. أما العلاجات الدوائية فهناك العديد من الأدوية المساعدة على النوم والحد من الأرق، ومن المهم التشاور مع الطبيب قبل أخذ أي نوع من الدواء، ويتم اللجوء إليها في حال عدم نجاح الوسائل الأخرى. ويعتبر استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه، أن فوائد النوم للإنسان تتعدى مجرد الراحة الجسدية، إذ يعمل كوسيلة لشحن الجسم وتجديده وصيانته، بالإضافة إلى الكثير من الفوائد التي تجعله في مقدمة وسائل الوقاية من أمراض عدة. ونوه إن نسان يقضي نحو ثلث عمره في النوم، ما يجعله في منزلة الطعام والشراب بالنسبة لنا، بل أنه يتفوق على الطعام، إذ يمكن للإنسان الامتناع عن الأكل لعدة أيام، لكنه لا يستطيع فعل ذلك مع النوم، مهما كانت قوة القهوة التي نشربها. وخلص إلى القول، إن جمعية القلب الأمريكية أضافت مدة النوم إلى توصياتها لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية مثل ممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين، إذ نشرت جمعية القلب الأمريكية قائمة توصيات جديدة تضم ثمانية عوامل كالآتي: النظام الغذائي السليم، ممارسة الرياضة بانتظام، التوقف عن التدخين، إنقاص الوزن، تقليل الكوليسترول، تحسين معدل السكر في الدم، ضبط مستوى ضغط الدم، النوم لمدة كافية يومياً لكونه يساهم على نحو مباشر في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.