جدد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية التنبيه على المصطافين وزوّار المناطق السياحية وخصوصا على طريق الهدا والشفاء والباحة من مخاطر الاحتكاك مع قردة البابون وتقديم الأغذية لها حيث لوحظ تواجد مجموعات كبيرة من القردة في المواقع التي يتوقف فيها السائحون والمصطافون ويقدمون لهذه القردة بعض الأطعمة لمشاهدة حركاتها البهلوانية. إن ما يقدم لهذه القردة من أطعمة شجعهما على التواجد في هذه الأماكن التي يسلكها المصطافون. وإستطرد المركز بقوله أن الدراسات أثبتت أن القردة تحمل أمراضا خطرة وتنتقل إلى الإنسان بالاحتكاك بها وملامسة مخلفاتها التي تتركها على الأرصفة والحواجز الخرسانية والأحجار، لافتا إلى مشروع تقييم أضرار قرودة البابون يُقام بمساهمة 14 جهة؛ تتمثل في إمارات المناطق الستة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، ووزارة الداخلية، ووزارة السياحة، ووزارة الصحة، ووزارة النقل والخدمات اللوجستية، ووزارة الحج والعمرة، ووزارة الدفاع، والهيئة العامة للترفيه والسّودة للتطوير، وصندوق الاستثمارات العامة، ومُدُن، وهيئة تطوير المناطق. وتابع المركز أن بعض هذه القردة ذات الأحجام الكبيرة شرسة لا تتردد في الهجوم على السيارات المتوقفة للحصول على الطعام الذي بداخلها وكم من الحوادث المأساوية التي أحدثتها القرود بالعوائل وأفزعت الأطفال وحتى مدارس البنات في الهدا والباحة لم تسلم من هجمات القرود. وقبل ثلاث سنوات تقريبا شكلت محافظة الطائف لجنة لدراسة شكوى جماعية تقدم بها سكان الهدا وأصحاب المزارع ضد القرود التي تهاجم المزارع وتتلف المحاصيل الزراعية الموسمية من فواكه وخضروات وورود التي تجذب المصطافين. هذا وان المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية يقوم في اعداد الدراسات لحصر اعداد البابون ونشر الارشادات التوعوية لكيفية التعامل معها بكافة الطرق والوسائل المختلفة. وكان المركز عقد مؤخرا ورشة عمل تحت عنوان: «تقييم أضرار تزايد أعداد قرود البابون»، في الرياض وذلك في إطار «مشروع تقيِيم أضرار تزايد أعداد قرود البابون، وتحديد المشكلات، وأفضل الحلول»، والذي يُنفِّذه المركز بمشاركة عدد من الجهات، خلال الفترة من يناير 2022م إلى يونيو 2023، ويستهدف ستَّ مناطقٍ، وهي: مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، والباحة، وعسير، وجازان، ونجران. الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد قربان، أكد أن رؤية المركز المركز تتَمثَّل في: حياة فطرية، وتنوع أحيائي، ونُظُمٍ بيئية برية وبحرية مزدهرة ومستدامة؛ كما تحدث عن رسالة المركز التي تُعنى بالحفاظ على الحياة الفطرية، والتَّنوع الأحيائي، والنُّظُم البيئية وتنميتها من خلال تعزيز المشاركة المجتمعية في برامج شاملة وفاعلة لتحقيق الفوائد الاجتماعية والاقتصادية. وقدَّم الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية عرضاً عن مشروع تقييم أضرار تزايد أعداد قرود البابون؛ مُعدِّداً المشكلات التي تُسببها قرود البابون للإنسان والزراعة، وموضحاً أنَّ أهداف المشروع تتمثل في حصر أعداد قرود البابون، وتقييم آثارها السلبية الناجمة عن تزايدها، وتقديم الحلول والبدائل المناسبة للحدِّ من المشكلة، وتقييم الأضرار البيئية على الغطاء النباتي والتنوع الأحيائي، وتقييم الأضرار الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب دراسة الأعداد المناسبة لقرود البابون في البيئات المختلفة خلال النَّمذجة الإلكترونية؛ مشيراً إلى وجود العديد من الإجراءات الموازية أثناء سير المشروع الذي يمتد ل18 شهراً.