أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية "برنامج تقييم أضرار تزايد أعداد قرود (البابون)، الذي يهدف لتقييم الأضرار الناتجة عن تزايد أعدادها في المواقع السكنية والزراعية، وإيجاد الحلول المناسبة للحد من هذه الأضرار. ويُجري المركز دراسات لاحتواء مشكلة تكاثر قرود (البابون)؛ حيث تأتي هذه التحركات للحدِّ من الأضرار التي تحدثها قرود (البابون) في بعض المناطق، لا سيما بعض الوجهات السياحية؛ جنوب وجنوب غربي المملكة، وما تسببه من آثار سلبية بيئية واجتماعية وصحية واقتصادية، إذ يعكف على إعداد خططٍ متكاملة وحملات توعوية لمعالجة مشكلة قرود (البابون) التي تتربص بالأهالي والزوار، وتشكل خطراً على مرتادي الطرق السريعة والأحياء السكنية والحدائق العامة والمدرجات الزراعية، ما يؤدي إلى تكوين صورة ذهنية مشوّهة للوجهة السياحية التي تعيش في محيطها، وتأثيرات أخرى على السلامة العامة. وأكد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على أن وجود قرود (البابون) في بيئتنا بشكل متوازن أمرٌ فطريٌ وصحي، ولا يُبحث عن التخلُّص منها نهائيًا، ويهدف من خلال دراساته وبرنامجه إلى إحداث توازن بيئي وطبيعي. وتثير قرود (البابون) قلقاً من إحداثها خللًا بالتوازن البيئي وإمكانية دخولها إلى المناطق السكنية، ومخاوف من سلوكيات قطعان القرود التي تروّع الأطفال والأهالي، بالإضافة إلى تضرر المحاصيل الزراعية، وتأثير ذلك على اقتصاديات المزارعين، حيث تؤكد الدراسات أن أحد الأسباب الجوهرية لازدياد أعداد قرود (البابون) السائبة في بعض مناطق المملكة هو إطعامها وتغذيتها من قِبل المارة، ما يؤدي إلى تكاثرها وزيادة أعدادها، كما يتسبب إطعامها في نثر المخلفات الغذائية وتراكم النفايات. ودعا المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية المجتمع إلى التعاون مع الحملة كجزء من الحل، وذلك بعدم إطعامها، والتخلص من النفايات في أماكنها المخصصة، وعدم اقتناء القرود وتربيتها في المنازل وتكييفها للعيش في غير بيئتها الطبيعية. وكان المركز الوطني قد أطلق، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، حملة إعلامية توعوية تحت وسم (أكثر من مشكلة) لحشد الجهود في التوعية بالمشاكل التي تسببها قرود البابون.