في القلب والوجدان، غصّة أجدني أكتب عنها علها تكون سبباً في تكريم أصحابها، وصاحباتها، ومنهم من رحل إلي جنات الخلد، وآخرون باقون في زوايا النسيان بمجتمع أهمل تكريمهم وما زال. أتحدث عن رواد عاشوا بيننا، وقدموا الكثير لهذا الوطن، وفي كل المجالات الحياتية، قبل أن يرحلوا عن عالمنا إما لعالم النسيان (التقاعد) أو اختطفهم هادم اللذات، دون أن يتم تكريمهم على ما قدموا لوطنهم، وباستثناء عمدة الصحافة الدكتور محمد صادق دياب (ابوغنوة) رحمه الله الذي كرمه ملاّك فندق البحر الأحمربجدة (القطاع الخاص) بإطلاق اسمه على أحد صالات الفندق، فلا أذكر غير هذه البادرة الإيجابية، أو حفلات التقاعد السنوية التي كانت خطوطنا السعودية تقيمها في شهر رجب كل عام تكريماً لمتقاعديها، ولا أدري إن كانت لا تزال تقام حاليا أم توقفت. رواد في كل مجالات الحياة، كالفن، كغازي علي، وطارق عبدالحكيم، وطلال مداح ومحمد علي سندي، وعبدالله محمد، وعتاب، وحسن دردير، ولطفي عقيل زيني، رحمهم الله، وآخرون يقبعون في زوايا النسيان، كالشاعرة الغنائية المبدعة ثريا قابل متعها الله بالصحة، والفنانة توحة التي تعرضت لاحتراق منزلها العام الماضي، وضياع كل تراثها الفني، قبل أن تتعرض قبل أسابيع لحادثة أدت لكسر كبير، وخضعت لعملية جراحية كبيرة في مستشفى الملك فهد بمدينة جدة، سبقها خضوعها لنقل دم دون أن يهتم أحد بعلاجها في أحد المستشفيات الخاصة لأنها لم يكن لديها أي تأمين صحي. من المؤسف ضعف الاهتمام بالرواد في مجتمعنا السعودي على الأصعدة كلها، والتخصصات، وتناسي ما قدمته شريحة كبيرة من أولئك الرواد للوطن. وعلى سبيل المثال فقط، فقد قدّم الأستاذ عبدالمقصود خوجة -رحمه الله- الكثير على صعيد الثقافة، والأدب، ورحل في صمت دون أي تكريم أو عرفان بالجميل لما قدم للوطن، من ليال ثقافية، وإعادة نشر إصدارات أدبية لأعمال خالدة ومتنوعة لعدد من الأدباء والشعراء السعوديين. ومثال آخر هو الأستاذ أحمد الحمدان مدير عام وزارة المالية بمنطقة مكةالمكرمة والممثل المالي سابقاً، والذي يتمتع – وما زال – بحس إنساني رائع وقدّم الكثير لهذا الوطن الحبيب وما زال، رغم تقاعده نشط على الصعيد الاجتماعي، متعه الله بالصحة، أتمنى من وزارة الثقافة، إحياء سنة جديدة تكرم من خلالها رواد وطننا الحبيب في كافة المجالات، وأذكر في هذا المجال قيام مؤسسة خاصة في دولة البحرين الشقيقة بتكريم رواد خليجيين كان من بينهم معالي الشيخ كامل سندي رحمه الله، والأستاذ زين أمين، والدكتور فؤاد عزب، وقد كان الأستاذ أحمد باديب أحد الرعاة الذين دعموا تكريم رواد الخليج الذي أقيم في البحرين. وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن. كاتب صحفي ومستشار تحكيم دولي