قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) الفجر 27. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى تلقيت خبر وفاة أخي الشيخ محمد عبدالله سعد النهاري ذلك الرجل الذي يحمل رصيد أكثر من 30 سنة في خدمة وتعليم ونشر كتاب الله -عز وجل- كان آخرها منذ ثلاثة أعوام إشرافه على مشروع تعظيم القرآن الذي أطلقته جمعية خيركم قبل ما يقارب العقد من الزمان بهدف غرس قيمة تعظيم القرآن الكريم في نفوس المسلمين. مسيرة النهاري الطويلة في حلقات القرآن كان لخيركم منها النصيب الأكبر، فقد بدأ فيها معلماً للقرآن، ثم ترقى في السلم الإداري حتى بات مديراً لأحد مكاتب الإشراف ثم مديراً للبرامج الطلابية، وفي ختامها مشرفاً على مشروع تعظيم القرآن، كما أنه أحد مؤسسي حلقات التدبر في جدة، والتي كان لها الأثر الكبير على المئات من أبناء المحافظة من حفظة كتاب الله الكريم. ولا يتوقف الحديث عن النهاري الرجل الذي كان من خيرة من عرفنا ديناً وخلقاً ولطفاً وسخاءً، ذا وجه مشرق، قليل الكلام كثير العمل، صاحب خلق قرآني، المحب للجميع، ويحظى بمحبة الجميع كف لا؟!، وهو المشرف لعدد من المؤلفات القرآنية التي تعتني بالتربية في القرآن وتعظيمه ككتاب المنهج التربوي لغرس قيمة تعظيم القرآن وكتاب بطاقات التعريف لسور المصحف الشريف، وكتاب الأربعين حديثاً في تعظيم القرآن الكريم، ليس ذلك وحسب، بل قد أشرف على العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تعنى بتعليم وتعظيم كتاب الله مثل: (بقرآني، وفسرها صح). الحديث عن الشيخ النهاري لا تكفيه هذه المساحة، ولا تستطيع الكلمات أن توفيه حقه، ولكن ما عند الله خير وأعظم، فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر له ويرحمه، وأن يوسع مدخله، ويثبته عند السؤال، وأن يغسله بالماء والثلج والبرد، وأن ينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون). وبالله التوفيق،