نحن نعيش عصر التراكمات التقنية المدهشة .. ثورة الاتصالات وتطور تكنولوجي لم يسبق له مثيل .. وذكاء اصطناعي معزز بخوارزميات متقدمة تحاكي ذكاء الإنسان وآلة ذكية قابلة للتعلم .. وحاجة الإنسان الملحة للمواءمة والتفرد وفق متطلباته ورغباته وأفضلياته الشخصية في البيع والشراء واقتناء الأشياء والمواد .. وبالطبع سينعكس كل ذلك على أفضليته الشخصية في طريقته للتعلم . وهكذا التعليم سيتأثر بكل تلك المعطيات .. وبالتالي ستتغير وتتحول العملية التعليمية بأبعادها الأساسية : مناهج العلوم .. وأسلوب وبيئة التعليم وأنماطه .. ستأخذ أشكالا متعددة وفق الإحتياجات المختلفة لطلاب العلم وتوجهات قطاعات وأسواق الأعمال. وتجدر الإشارة الى أنه نتيجة لهذه المتغيرات ستختفي الحاجة الى أكثر من نصف المهارات والوظائف المطلوبة اليوم لأداء الأعمال .. وسيختفي معها مفهوم .. الوظيفة مدي الحياة .. ويعني أيضا أن كل بضعة سنوات ستظهر مهارات ووظائف جديدة تتطلب من العاملين إتقانها وهذا بالضرورة يعني أن التدريب والتعلم مستمران مدي الحياة .. كل ذلك يعني أيضا أننا سنواجه صعوبة بالغة في التنبؤ بنوعية المهارات والوظائف المستقبلية خلال الثلاث سنوات القادمة بل سنفاجأ بتلك المتغيرات. التعليم سيصبح هجينا بين البعد والحضور المباشر في قاعات الدراسة ولكن يطغى عليه التعلم عن بعد .. ويعود الفضل في ذلك الى الإمكانات التقنية مثل الواقع الإفتراضي المعزز .. وتطبيقات الميتافيرس والذكاء الإصطناعي والمعامل الروبوتية وألعاب التعلم الإلكترونية. وستكون الفرص متاحة أمام الوالدين وطلاب العلم في إختيار المواضيع والعلوم التي يرغبون في تعلمها وفق أفضلياتهم وقدراتهم وإهتماماتهم الشخصية ومتطلبات. واحتياجات أسواق العمل الحالية والمستقبلية .. كما ستزداد الحاجة الى العلوم الإنسانية والتي تتعامل مع التفكير النقدي وحل المشكلات وإتخاذ القرارات بالتفاهم والتوافق مع الروبوتات الشبيهة بالإنسان .. الى جانب علوم الصحة النفسية المفقودة نتجية الإستهلاك المتزايد للآلة في التعامل معها. وأخيرا .. ستتيح التكنولوجيا فرصا تعليمية غير مسبوقة للصغار والكبار .. وأن يتعلموا على مدار الأيام والساعات من آلاف المصادر المحلية والعالمية عبر الفضاء التكنولوجي الرقمي وبدون مقابل.