طالت عقوبات غربية مسؤولين أمنيين إيرانيين من قوات الباسيج وشرطة الأخلاق، بسبب دورهم العنيف في قمع التظاهرات التي لا تزال مستمرة منذ أسابيع تنديداً بوفاة الشابة مهسا أميني، إذ أعلنت بريطانيا أمس (الاثنين)، فرض العقوبات على قادة كبار في ما تسمى ب"شرطة الأخلاق"، موضحة أن "الشرطة" لجأت للتهديد بالاحتجاز والعنف للتحكم فيما ترتديه الإيرانيات وفرض الرقابة على سلوكهن في الأماكن العامة، معلنة حظر سفر وتجميد أصول قائد قوات الباسيج، غلام رضا سليماني. وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي: "هذه العقوبات تبعث برسالة واضحة إلى السلطات الإيرانية، وهي أن الدول الغربية ستحاسبكم على قمعكم للنساء والفتيات وأعمال العنف المروعة التي تمارس ضد الشعب". ودفعت السلطات الإيرانية، بقوات الباسيج والشرطة إلى الشوارع خلال الفترة الماضية من أجل تفريق المحتاجين الذين نزلوا في تظاهرات بشتى أنحاء البلاد، هاتفين ضد المرشد الأعلى في البلاد علي خامنئي، وضد القمع، ومطالبين بالحرية، فيما أعلنت منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها النرويج، بيان يوم السبت الماضي أن 185 على الأقل، بينهم ما لا يقل عن 19 طفلاً قتلوا خلال تلك الاحتجاجات، مشيرة إلى أن أكبر عدد من عمليات القتل وقع في محافظة سيستان وبلوخستان، حيث سقط نصف عدد الضحايا المسجل. وأقدمت قوات الأمن على اعتقال مئات الطلاب الجامعيين، وتلاميذ المدارس أيضاً، فيما توعدت وزارة الداخلية بعدم إطلاق سراحهم بل محاكمتهم، متهمة إياهم بالتبعية لجهات خارجية، وبإثارة الشغب. ووسط عجز السلطات في إيران عن وضع حد للتظاهرات والاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الرابع، يبدو أن الأمن بدأ بالتركيز على طلاب المدارس، فبعد حملة اعتقالات للطلاب طالت عدة جامعات في البلاد، لاسيما في طهران، جاء دور المدارس الثانوية، إذ أقدمت قوات الأمن على اعتقال تلاميذ من داخل مباني المدارس، واقتادتهم على متن شاحنات لا تحمل لوحات ترخيص، كما أغلقت السلطات جميع المدارس ومؤسسات التعليم العالي في كردستان، لاسيما سنندج التي باتت تشكل "قنبلة موقوتة" بوجهها. ودعماً للاحتجاجات التي تشهدها المدن الإيرانية، بدأ عمال البتروكيماويات في ميناء عسلوية بمحافظة بوشهر جنوبي إيران بإضراب عام، فقد امتنع ما لا يقل عن 1000 عامل في منشآت بوشهر ودماوند وهنكام للبتروكيماويات في عسلوية عن العمل، وتجمعوا بالقرب من المنشآت مغلقين الطرق المؤدية إليها استعدادا لمواجهة قوات الأمن، كما هتف العمال بشعارات سياسية مختلفة تجاوزت الشعارات المطلبية بما في ذلك "الموت للديكتاتور" في إشارة إلى المرشد علي خامنئي، كما انضم أيضا عمال العديد من الشركات الأخرى إلى الإضراب، بما في ذلك المخازن الخضراء بالقرب من بوشهر، في حين تمركزت قوات الأمن في المنطقة وأغلقت مداخلها.