في ظل عجز نظام الملالي عن وضع حد للاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الرابع، بدأت أجهزة القمع الإيرانية التركيز على طلاب المدارس، فبعد حملة اعتقالات للطلاب طالت عدة جامعات خصوصا في العاصمة طهران، جاء دور المدارس الثانوية. واعتقلت قوات الأمن خلال الساعات الماضية تلاميذ من داخل مباني المدارس، واقتادتهم على متن شاحنات لا تحمل لوحات ترخيص، بحسب ما أفاد ناشطون، وموقع «تصوير 1500» المعروف، والذي اعتاد على نقل صور وفيديوهات الاحتجاجات المختلفة في البلاد. وأغلقت السلطات جميع المدارس ومؤسسات التعليم العالي في محافظة كردستان خصوصا في سنندج التي باتت تشكل «قنبلة موقوتة» في وجهها، في إشارة إلى أن الحكومة لا تزال قلقة بشأن موجة المعارضة التي لا تزال مستمرة بعد أسابيع على مقتل مهسا أميني الشابة البالغة من العمر 22 عامًا. وتمددت موجة الغضب في سنندج استنادا إلى تاريخ من المقاومة الكردية، تزايد الفقر، والتاريخ الطويل من نشاط حقوق المرأة. ووقع أكبر عدد من عمليات القتل في محافظة سيستان وبلوخستان، حيث سقط نصف عدد الضحايا المسجل. وأقدمت قوات الأمن على اعتقال مئات الطلاب الجامعيين، والشباب المشاركين في التظاهر، فيما توعدت وزارة الداخلية بعدم إطلاق سراحهم بل محاكمتهم، متهمة إياهم بالتبعية لجهات خارجية، وبإثارة الشغب. وبعد دعم رياضيين إيرانيين للاحتجاجات خصص المرشد الإيراني علي خامنئي ظهوره الثاني في أسبوع لتوجيه رسالة لهم. وكان عدد من نجوم الرياضة الإيرانية بينهم علي دائي وعلي كريمي أعلنوا في الأيام الماضية دعمهم للاحتجاجات المناهضة للنظام، إلا أن السلطات رفعت شكوى ضد كريمي، وصادرت جواز سفر علي دائي ومنعته من السفر. وبعد ظهوره الأول يوم الإثنين الماضي، منذ الاحتجاجات الشعبية شارك خامنئي اليوم (الإثنين)، في مؤتمر شهداء الرياضة ومجموعة من أمهات شهداء الرياضة. وحاول خامنئي استمالة الرياضيين لنظامه القمعي بقوله إن «التزام الرياضيين ومديري الرياضة بالقضايا الدينية والتواجد الجهادي للشخصيات في الميدان له تأثير روحي كبير على الموهوبين».