وصلت خلافات مليشيا الحوثي الانقلابية حد الانشقاقات، إذ أعلن قيادي بارز انشقاقه عن المليشيا المدعومة من إيران، وانضمامه إلى الشرعية اليمنية، ما يشير إلى أن الوضع أصبح متأزما داخل المليشيا التي تعاني التمزق منذ فترة ليست بالقصيرة، وبدأت في التآكل ما سيقودها للزوال في وقت قريب. وقال القيادي الحوثي المنشق سليمان عويدين الغولي، شيخ قبلي من عمران، في تسجيل مصور من مأرب أنه يعلن انشقاقه عن ميليشيا الحوثي التي شغل في حكومتها غير المعترف بها دولياً منصب وكيل وزارة الشباب والرياضة، مضيفا في تغريدة على حسابه في "تويتر": "بعد أن وصلت إلى مأرب الجمهورية بحمدلله أعلن انضمامي الرسمي للشرعيه اليمنية وللتحالف العربي لمحاربة الانقلاب الحوثي الإيراني". يأتي ذلك، بعد أيام على إعلان مصادر مقربة من الغولي عن تعرضه للاعتقال للمرة الثانية على يد ميليشيا الحوثي في صنعاء. وسليمان الغولي هو نجل شقيق الشيخ القبلي البارز سلطان الغولي الذي قتل بغارة جوية لمقاتلات تحالف دعم الشرعية مع عدد من مرافقيه منتصف العام 2018، بينما كان يقود معارك الحوثيين في محيط مديرية الدريهمي جنوبي محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر. من جهة ثانية، اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني مليشيا الحوثي باستغلال الاتفاقات والهدن لحشد الموارد والإمكانيات للحرب ونسف فرص السلام ومضاعفه الأعباء الإنسانية على المواطنين، مشيرا إلى استمرار نهج المجتمع الدولي في غض الطرف عن ممارسات الحوثي وتقديم التنازلات لم يدفع الجماعة نحو التهدئة والسلام، كما حذر من أن المليشيا لا تزال تمثل تهديدا للملاحة الدولية وأمن الطاقة، مطالبا المجتمع الدولي بمراجعة طريقة تعاطيه معها واتخاذ قرارات حاسمة ضدها عبر تصنيفها "جماعة إرهابية" ومنع سفر قياداتها وتجميد أصولها. وأضاف الإرياني أنه يجب على المجتمع الدولي الاختيار بين الانحياز إلى أمن واستقرار اليمن ومصالح شعبه أو جماعة تدار من طهران. فيما أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها من عدم التوصل لاتفاق بتمديد الهدنة في اليمن، مرحبة بدعم الحكومة اليمنية لمقترح الأممالمتحدة لتمديد الهدنة، كما طالبت ميليشيا الحوثي بمواصلة التفاوض بحسن نية. وشددت الولاياتالمتحدة على رفضها لخطاب الحوثيين الذي ينطوي على تهديد للسفن التجارية والشركات النفطية العاملة في المنطقة. في وقت عبّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن خيبة أمل شديدة بسبب عدم تمديد الهدنة، مطالبا الحوثيين بإظهار التزام حقيقي بالسلام، كما اعتبر أن رفض الحوثيين لاقتراحات الأممالمتحدة خطأ استراتيجي لا يريده اليمنيون ولا يستحقونه، بينما رحبت الخارجية الفرنسية بموقف الحكومة اليمنية من ملف تجديد الهدنة، معربة في بيان عن أسفها من عدم قبول ميليشيا الحوثي لتمديد الهدنة. وأدانت باريس تهديدات الحوثيين. وفي السياق ذاته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأطراف في اليمن للامتناع عن ممارسة أي استفزازات يمكن أن تصعد من العنف. وتأتي تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بالتزامن مع فشل الجهود والمساعي الدولية لتمديد وقف إطلاق النار والهدنة الأممية التي انتهت يوم الأحد الماضي. وبعد عرقلتها تمديد الهدنة، شنت ميليشيا الحوثي هجوما على مواقع للجيش الوطني في محافظة تعز جنوب غرب اليمن، حيث دارت خلال الساعات الماضية مواجهات عنيفة، فقد اشتدت الاشتباكات في الريف الغربي لتعز بين القوات الحكومية والميليشيا، وفقا لمصدر عسكري، مؤكدا أن الجيش اليمني عزز دفاعاته في تلك المنطقة، بعد المواجهات العنيفة التي دارت بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة في جبهة الطوير بمديرية مقبنة غربي تعز.