تحتفل المملكة وحكامها وأهلها صغيرهم قبل كبيرهم والمقيمين على أرضها يحتفلون باليوم الوطني الثاني والتسعين، تاريخ يستحق الاحتفال وإنجازات تستحق الفخر، المتتبع لحكاية المملكة منذ استعادة الملك الفذ والشاب المذهل الملك عبد العزيز رحمه الله للرياض وحتى توحيد الجزيرة العربية بأكملها وإطلاق الاسم الخالد بتوفيق الله ( المملكة العربية السعودية ) ونحن لا يكفينا الاحتفال بيوم الذكرى فقط بل حق لهذا الوطن العظيم أن نحتفل به زهوا وفخرا ونباهي به حمدا وشكرا كل يوم وكل ساعة وأن ندافع عنه ونتغنى به، فقد أكرمنا الله بأن جعلنا من أهله، فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يملأ ما بين السموات والأرض، وحين يحتفل السعوديون بيوم الوطن الثاني والتسعين فهم يستذكرون بطولات لموحد هذه البلاد بطولات حفرت في الذاكرة ويستحضرونها كل عام كما يستحضرون حاضراً متميزا متمكنا أذهل العالم بإنجازات استوقفت حتى الحاقدين، ولعل جائحة كورونا كانت من أبرز النجاحات خلال الثلاث سنوات الماضية، نجاحات لم تحققها أكثر الدول تقدما تلك النجاحات التي لم تفرق بين المواطن والمقيم بل لم تفرق بين المواطن والمقيم غير النظامي إنسانية الوطن العظيم تجلت بأجمل صورها أثناء الجائحة، وتظل السعودية البلد الذي يثبت للعالم دوما أنه بالفعل لا ككل الأوطان ففي موسم الحج والعمرة تحرص كل الحرص على راحة الحجيج والمعتمرين وتوفير سبل الراحة لهم وتسخير كل الإمكانيات ليقضوا حجهم بيسر وسهولة ويعودوا لبلادهم سالمين غانمين بفضل الله ثم برعاية هذا الوطن. السعوديون يفخرون بحاضر يتلألأ سطوعا كما يفخرون بماضٍ عريق ويتطلعون لمستقبل مشرق برؤية حالمة طموحة من قائد هو الحلم بذاته. المتتبع لمسيرة السعودية منذ بداياتها يلاحظ القفزات الهائلة خلال 92 عاما حتى تاريخ هذا اليوم في جميع المجالات الصحية والتعليمية والعمرانية والعسكرية والتقنية كانت في البدايات نواة ثم أصبحت أشجارا وارفة ظلها ظليل، لم تبخل السعودية على غيرها فمدت يد العون والمساعدة للدول الإسلامية والعربية ولكل ملهوف ومتضرر في الكرة الأرضية وتلك هي الإنسانية التي تصدرت بها من ضمن ما تصدرت به، أصبحت آفاق الطموحات عالية وسقف الأحلام مرتفعا وصار الشباب يسعى لإثبات وجوده وتفريغ طاقاته لتحقيق طموحاته وطموحات وطنه فيه حين يكون نموذجهم الحي شخصية شغوفة بالتقدم وبلوغ القمم مثل راعي الرؤية وسيدها لا شك سيكون الشباب بإذن الله كذلك، وليس الشباب فقط بل السعوديين شيبهم وشبابهم ذوو همم عالية وأحلام واسعة وولاء لوطنهم لا يشبهه ولاء (ما شاء الله) فهنيئا لنا جميعا بوطننا وحكومتنا وأهلنا أهل هذا الوطن المعطاء سائلين الله أن يحفظ وطننا وأهله وحكومته ويجعله آمنا مطمئنا سخاء رخاء إلى قيام الساعة.